الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
سورة النجم :

أقول: وجه وضعها بعد الطور: أنها شديدة المناسبة لها; فإن الطور ختمت بقوله: وإدبار النجوم "الطور: 49"، وافتتحت هذه بقوله: والنجم إذا هوى "1".

ووجه آخر: [وهو] 2 أن الطور ذكر فيها ذرية المؤمنين، وأنهم تبع لآبائهم، وهذه فيها ذكر ذرية اليهود في قوله: هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم "32" الآية، فقد أخرج ابن أبي حاتم، وابن المنذر، والواحدي بأسانيدهم عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كانت اليهود تقول: إذا هلك صبي صغير هو: صديق، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "كذبت يهود، ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد"، وأنزل الله عند ذلك هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض الآية] 5.

ولما قال هناك في المؤمنين: ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء "الطور: 21" أي: ما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين، مع نفعهم بما عمل آباؤهم، قال هنا في صفة الكفار أو بني الكفار: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "39" خلاف ما ذكر في المؤمنين الصغار.

وهذا وجه بين بديع في المناسبة، من وادي التضاد.

التالي السابق


الخدمات العلمية