الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صنف ]

                                                          صنف : الصنف والصنف : النوع والضرب من الشيء . يقال : صنف وصنف من المتاع لغتان ، والجمع أصناف وصنوف . والتصنيف : تمييز الأشياء بعضها من بعض . وصنف الشيء : ميز بعضه من بعض . وتصنيف الشيء : جعله أصنافا . والصنف : الصفة . وصنفة الإزار بكسر النون : طرته التي عليها الهدب ، وقيل : هي حاشيته أية كانت . الجوهري : صنفة الإزار بالكسر طرته ، وهي جانبه الذي لا هدب له ، ويقال : هي حاشية الثوب أي جانب كان . وفي الحديث : فلينفضه بصنفة إزاره ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه . وصنفة الثوب : زاويته ، والجمع صنف ، وللثوب أربع صنفات ، وسمي الإزار إزارا لحفظه صاحبه وصيانته جسده ، أخذ من آزرته أي عاونته ، ويقال إزار وإزارة . الليث : الصنفة والصنفة قطعة من الثوب ؛ وقول الجعدي :


                                                          على لاحب كحصير الصنا ع سوى لها الصنف إرمالها

                                                          قال شمر : الصنف والصنفة الطرف والزاوية من الثوب وغيره . والصنفة طائفة من القبيلة . الليث : الصنف طائفة من كل شيء ، وكل ضرب من الأشياء صنف على حدة ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          يعاطي القور بالصنفات منه     كما تعطي رواحضها السبوب

                                                          فسره ثعلب فقال : إنما يصف سرابا يعاطي بجوانبه الجبال كأنه يفيض عليها ، كما تعطي السبوب غواسلها من بياض ونقاء فالصنفات على هذا جوانب السراب ، وإنما الصنفات في الحقيقة للملاء ، فاستعاره للسراب من حيث شبه السراب بالملاء في الصفة والنقاء ؛ قال :


                                                          تقطع غيطانا كأن متونها     إذا أظهرت تكسى ملاء منشرا

                                                          [ ص: 294 ] وروى سلمة أن الفراء أنشد لابن أحمر :


                                                          سقيا لحلوان ذي الكروم وما     صنف من تينه ومن عنبه

                                                          أنشده الفراء صنف ، ورواه غيره صنف ؛ ويقال : صنف ميز ، وصنف خرج ورقه وصنفت العضاه اخضرت ، قال ابن مقبل :


                                                          رآها فؤادي أم خشف خلا لها     بقور الوراقين السراء المصنف

                                                          قال أبو حنيفة : صنف الشجر إذا بدا يورق فكان صنفين : صنف قد أورق وصنف لم يورق وليس هذا بقوي ، وكذلك تصنف ؛ قال مليح :


                                                          بها الجازئات العين تضحي وكورها     فيال إذا الأرطى لها تتصنف

                                                          وظليم أصنف الساقين : متقشرهما ؛ قال الأعلم الهذلي :


                                                          هزف أصنف الساقين هقل     يبادر بيضه برد الشمال

                                                          أصنف : متقشر . تصنفت ساقه إذا تشققت . وتصنفت شفته إذا تشققت . وعود صنفي بالفتح : لضرب من عود الطيب ليس بجيد ؛ قال الجوهري : منسوب إلى موضع ، وقيل : عود صنفي بالفتح للبخور لا غير .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية