الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صهصه ]

                                                          صهصه : صه القوم وصهصه بهم : زجرهم ، وقد قالوا صهصيت فأبدلوا الياء من الهاء ، كما قالوا دهديت في دهدهت . وصه : كلمة زجر للسكوت ؛ قال :


                                                          صه لا تكلم لحماد بداهية عليك عين من الأجذاع والقصب

                                                          وصه : كلمة بنيت على السكون ، وهو اسم سمي به الفعل ، ومعناه اسكت ، تقول للرجل إذا سكنته وأسكته صه ، فإن وصلت نونت قلت صه صه ، وكذلك مه فإن وصلت قلت مه مه ، وكذلك تقول للشيء إذا رضيته بخ وبخ بخ ، ويقال : صه بالكسر ؛ قال ابن جني : أما قولهم صه إذا نونت فكأنك قلت سكوتا ، وإذا لم تنون فكأنك قلت السكوت ، فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف ؛ وأنشد الليث :


                                                          إذا قال حادينا لتشبيه نبأة     صه لم يكن إلا دوي المسامع

                                                          قال : وكل شيء من موقوف الزجر فإن العرب قد تنونه مخفوضا ، وما كان غير موقوف فعلى حركة صرفه في الوجوه كلها . وتضاعف صه فيقال : صهصهت بالقوم ؛ قال المبرد : إن وصلت فقلت صه يا رجل بالتنوين فإنما تريد الفرق بين التعريف والتنكير ؛ لأن التنوين تنكير ، قال ابن الأثير : وقد تكرر ذكر صه في الحديث ، وهي تكون للواحد والاثنين ، والجمع والمذكر والمؤنث بمعنى اسكت ، قال : وهي من أسماء الأفعال ، وتنون ولا تنون ، فهي للتنكير كأنك قلت اسكت سكوتا ، وإذا لم تنون فللتعريف أي اسكت السكوت المعروف منك والله تعالى أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية