الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 371 ] 162 - الحديث السابع : عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت { نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا } .

                                        التالي السابق


                                        فيه دليل على كراهية اتباع النساء الجنازة ، من غير تحريم . وهو معنى قولها " ولم يعزم علينا " فإن العزيمة دالة على التأكيد . وفي هذا ما يدل على خلاف ما اختاره بعض المتأخرين ، من أهل الأصول : أن العزيمة ما أبيح فعله من غير قيام دليل المنع . وأن الرخصة : ما أبيح مع قيام دليل المنع . وهذا القول مخالف لما دل عليه الاستعمال اللغوي من إشعار العزم بالتأكيد . فإن هذا القول يدخل تحت المباح الذي لا يقوم دليل الحظر عليه وقد وردت أحاديث تدل على التشديد في اتباع النساء أو بعضهن للجنائز ، أكثر مما يدل عليه هذا الحديث . كالحديث الذي جاء في فاطمة رضي الله عنها فإما أن يكون ذلك لعلو منصبها . وحديث أم عطية في عموم النساء أو يكون الحديثان محمولين على اختلاف حالات النساء . وقد أجاز مالك اتباعهن للجنائز ، وكرهه للشابة في الأمر المستنكر . وخالف غيره من أصحابه ، فكرهه مطلقا ، لظاهر الحديث .




                                        الخدمات العلمية