الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صول ]

                                                          صول : صال على قرنه صولا وصيالا وصئولا وصولانا وصالا ومصالة : سطا ؛ قال :


                                                          ولم يخشوا مصالته عليهم وتحت الرغوة اللبن الصريح

                                                          والصئول من الرجال : الذي يضرب الناس ويتطاول عليهم ؛ قال الأزهري : الأصل فيه ترك الهمز ، وكأنه همز لانضمام الواو ، وقد همز بعض القراء قوله تعالى : وإن تلئوا ؛ بالهمز ؛ أو تعرضوا ؛ لانضمام الواو . وصال عليه إذا استطال . وصال عليه : وثب صولا وصولة ، يقال : رب قول أشد من صول . والمصاولة : المواثبة ، وكذلك الصيال والصيالة . والفحلان يتصاولان أي يتواثبان . الليث : صال الجمل يصول صيالا وصوالا ، وهو جمل صئول ، وهو الذي يأكل راعيه ويواثب الناس فيأكلهم . وفي حديث الدعاء : بك أصول ، وفي رواية : أصاول أي أسطو وأقهر . والصولة : الوثبة . وصال الفحل على الإبل صولا ، فهو صئول : قاتلها وقدمها . أبو زيد : صؤل البعير يصؤل بالهمز صآلة إذا صار يشل الناس ويعدو عليهم ، فهو صئول . وصيل لهم كذا أي أتيح لهم ؛ قال خفاف بن ندبة :


                                                          فصيل لهم قرم كأن بكفه     شهابا بدا في ظلمة الليل يلمع

                                                          وصال العير على العانة : شلها وحمل عليها . وفي الحديث : إن هؤلاء الحيين من الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصاول الفحلين أي لا يفعل أحدهما معه شيئا إلا فعل الآخر مثله . وفي حديث عثمان : فصامت صمته أنفذ من صول غيره أي إمساكه أشد من تطاول غيره ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          لا خير فيه غير أن لا يهتدي


                                                          وأنه ذو صولة في المزود


                                                          وأنه غير ثقيل في اليد

                                                          قوله : ذو صولة في المزود يقول : إنه ذو صولة على الطعام يأكله وينهكه ويبالغ فيه ، فكأنه إنما يصول على حيوان ما ، أو يصول على أكيله لذوده إياهم ومدافعته لهم ؛ وقوله : وإنه غير ثقيل في اليد يقول : إذا بللت به لم يصر في يدك منه خير تثقل به يدك ؛ لأنه لا خير عنده . ابن الأعرابي : المصولة المكنسة التي يكنس بها نواحي البيدر . أبو زيد : المصول شيء ينقع فيه الحنظل لتذهب مرارته والصيلة بالكسر : عقدة العذبة . وصول : اسم موضع ؛ قال حندج بن حندج المري :


                                                          في ليل صول تناهى العرض والطول     كأنما ليله بالليل موصول
                                                          لساهر طال في صول تململه     كأنه حية بالسوط مقتول

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية