الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صيح ]

                                                          صيح : الصياح : الصوت ؛ وفي التهذيب : صوت كل شيء إذا اشتد . صاح يصيح صيحة وصياحا وصياحا بالضم وصيحا وصيحانا بالتحريك ، وصيح : صوت بأقصى طاقته يكون ذلك في الناس وغيرهم ، قال :

                                                          وصاح غراب البين وانشقت العصا كما ناشد الذم الكفيل المعاهد والمصايحة والتصايح : أن يصيح القوم بعضهم ببعض . والصيحة : العذاب : وأصله من الأول ؛ قال الله عز وجل : فأخذتهم الصيحة يعني به العذاب ، ويقال : صيح في آل فلان إذا هلكوا . فأخذتهم الصيحة أي أهلكتهم . والصيحة : الغارة إذا فوجئ الحي بها . والصائحة : صيحة المناحة ، يقال : ما ينتظرون إلا مثل صيحة الحبلى أي شرا سيعاجلهم ؛ قال الله عز وجل : وأخذ الذين ظلموا الصيحة فذكر الفعل لأن الصيحة مصدر أريد به الصياح ، ولو قيل أخذت الذين ظلموا الصيحة بالتأنيث كان جائزا يذهب به إلى لفظ الصيحة ؛ وقال امرؤ القيس :

                                                          [ ص: 312 ]

                                                          دع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديثا ما حديث الرواحل

                                                          ولقيته قبل كل صيح ونفر ؛ الصيح : الصياح ، والنفر : التفرق ، وكذلك إذا لقيته قبل طلوع الفجر . وغضب من غير صيح ، ولا نفر أي من غير شيء صيح به ؛ قال :


                                                          كذوب محول يجعل الله جنة     لأيمانه من غير صيح ولا نفر

                                                          أي من غير قليل ، ولا كثير . وصاح العنقود يصيح إذا استتم خروجه من أكمته وطال ، وهو في ذلك غض ؛ وقول رؤبة :


                                                          كالكرم إذا نادى من الكافور

                                                          إنما أراد صاح فيما زعم أبو حنيفة فلم يستقم له فإن كان إنما فر إلى نادى من صاح ؛ لأنه لو قال صاح من الكافور لكان الجزء مطويا ، فأرادرؤبة أن يسلمه من الطي ، فقال نادى فتم الجز . وتصيح البقل والخشب والشعر ونحو ذلك : لغة في تصوح تشقق ويبس . وصيحته الريح والحر والشمس : مثل صوحته ؛ وأنشد أعرابي لذي الرمة :


                                                          ويوم من الجوزاء موتقد     الحصى تكاد صياحي العين منه تصيح

                                                          وتصيح الشيء : تكسر وتشقق وصيحته أنا . وانصاح الثوب : تشقق من قبل نفسه . وانصاحت الأرض : تغطى بعضها بالنبات وبقي بعضها فكانت كالثوب المنشق ؛ قال عبيد :


                                                          وأمست الأرض والقيعان مثرية     من بين مرتتق منها ومنصاح

                                                          وقد تقدم هذا البيت في صوح أيضا . والصيحاني : ضرب من تمر المدينة ؛ قال الأزهري : الصيحاني ضرب من التمر أسود صلب الممضغة ، وسمي صيحانيا ؛ لأن صيحان اسم كبش كان ربط إلى نخلة بالمدينة فأثمرت تمرا صيحانيا فنسب إلى صيحان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية