الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5681 ) فصل : وإن علم أن عند أهل الوليمة منكرا ، لا يراه ولا يسمعه ، لكونه بمعزل عن موضع الطعام ، أو يخفونه وقت حضوره فله أن يحضر ويأكل . نص عليه أحمد ، وله الامتناع من الحضور في ظاهر كلامه ; فإنه سئل عن الرجل يدعى إلى الختان أو العرس ، وعنده المخنثون ، فيدعوه بعد ذلك بيوم أو ساعة ، وليس عنده أولئك ؟ قال : أرجو أن لا يأثم إن لم يجب ، وإن أجاب فأرجو أن لا يكون آثما . فأسقط الوجوب ; لإسقاط الداعي حرمة نفسه باتخاذ المنكر ، ولم يمنع الإجابة ; لكون المجيب لا يرى منكرا ولا يسمعه .

                                                                                                                                            وقال أحمد : إنما تجب الإجابة إذا كان المكسب طيبا ، ولم ير منكرا . فعلى قوله هذا ، لا تجب إجابة من طعامه من مكسب خبيث ; لأن اتخاذه منكر ، والأكل منه منكر ، فهو أولى بالامتناع ، وإن حضر لم يسغ له الأكل منه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية