الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 46 ] قوله تعالى: كلما أضاء لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج: يقال: ضاء الشيء يضوء ، وأضاء يضيء ، وهذه اللغة الثانية هي المختارة .

                                                                                                                                                                                                                                      فصل

                                                                                                                                                                                                                                      واختلف العلماء ما الذي يشبه الرعد مما يتعلق بأحوال المنافقين على ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنه التخويف الذي في القرآن ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه ما يخافون أن يصيبهم من المصائب إذا علم النبي والمؤمنون بنفاقهم ، قاله مجاهد والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه ما يخافونه من الدعاء إلى الجهاد وقتال من يبطنون مودته ، ذكره شيخنا .

                                                                                                                                                                                                                                      واختلفوا ما الذي يشبه البرق من أحوالهم على ثلاثة أقوال . أحدهما: أنه ما يتبين لهم من مواعظ القرآن وحكمه .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه ما يضيء لهم من نور إسلامهم الذي يظهرونه . والثالث: أنه مثل لما ينالونه بإظهار الإسلام من حقن دمائهم ، فإنه بالإضافة إلى ما ذخر لهم في الأجل كالبرق .

                                                                                                                                                                                                                                      واختلفوا في معنى قوله: يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق على قولين أحدهما: أنهم كانوا يفرون من سماع القرآن لئلا يأمرهم بالجهاد مخالفة الموت ، قاله الحسن والسدي . والثاني: أنه مثل لإعراضهم عن القرآن كراهية له ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      واختلفوا في معنى كلما أضاء لهم مشوا فيه على أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أن معناه: كلما أتاهم القرآن بما يحبون تابعوه ، قاله ابن عباس والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 47 ] والثاني: أن إضاءة البرق حصول ما يرجونه من سلامة نفوسهم وأموالهم ، فيسرعون إلى متابعته ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه تكلمهم بالإسلام ، ومشيهم فيه ، اهتداؤهم به ، فإذا تركوا ذلك وقفوا في ضلالة ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أن إضاءته لهم: تركهم بلا ابتلاء ولا امتحان ، ومشيهم فيه: إقامتهم على المسالمة بإظهار ما يظهرونه . ذكره شيخنا .

                                                                                                                                                                                                                                      فأما

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية