الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 945 ] قوله تعالى: وإن خفتم شقاق بينهما آية : 35

                                          5280 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: وإن خفتم شقاق بينهما فهذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما.

                                          5281 - حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام ، ثنا شريك ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، قوله: وإن خفتم شقاق بينهما قال: التشاجر.

                                          قوله تعالى: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها

                                          5282 - حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة، قال: شهدت عليا وجاءته امرأة وزوجها مع كل واحد منهما فئام من الناس، فأخرج هؤلاء حكما وهؤلاء حكما، فقال علي للحكمين: تدريان ما عليكما؟ إن عليكما إن رأيتما أن تجمعا بينهما جمعتما، وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما، فقالت المرأة: رضيت بكتاب الله لي وعلي وقال الزوج: أما الفرقة فلا، فقال علي: كذبت والله لا تبرح حتى ترضى بكتاب الله عز وجل لك وعليك.

                                          5283 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها فأمر الله سبحانه أن يبعثوا رجلا صالحا من أهل الرجل ورجلا مثله من أهل المرأة، فينظران أيهما المسيء، فإن كان الرجل هو المسيء حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة، فإن اجتمع رأيهما على أن يتفرقا أو يجتمعا فأمرهما جائز، فإن رأيا أن يجمعا فرضي أحد الزوجين، وكره الآخر، ثم مات أحدهما، فإن الذي رضي يرث الذي كره، ولا يرث الكاره الراضي.

                                          5284 - حدثنا أحمد بن عثمان الأودي، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها تقول المرأة لحكمها: قد وليتك أمري، فإن أمرتني أن أرجع رجعت وإن فرقت تفرقنا، وتخبره بأمرها إن كانت [ ص: 946 ] تريد نفقته أو كرهت شيئا من الأشياء وتأمره أن يرفع عنها ذلك، ويرجع، وتخبره أنها لا تريد الطلاق، ويبعث الرجل حكما من أهله يوليه أمره ويخبره ويقول له حاجته إن كان يريدها ولا يريد أن يطلقها أعطاها ما سألت وزادها في النفقة، وإلا قال له: خذ لي منها ما لها علي وطلقها، فيوليه أمره فإن شاء طلق وإن شاء أمسك، ثم يجتمع الحكمان فيخبر كل واحد منهما ما يريد لصاحبه، ويجهد كل واحد منهما ما يريد لصاحبه، فإن اتفق الحكمان على شيء فهو جائز، إن طلقا وإن أمسكا، فهو قول الله تعالى: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يعني بذلك الحكمان، فإن بعثت المرأة حكما وأبى الرجل أن يبعث، فإنه لا يقربها أبدا حتى يبعث حكما.

                                          والوجه الثاني:

                                          5285 - حدثنا أبو سعيد ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قوله: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها وإنما يبعث الحكمان ليصلحا، وليس بأيديهما التفرقة ولا يملكان ذلك وروي عن الحسن نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: إن يريدا إصلاحا

                                          5286 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن نفيل، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قوله: إن يريدا إصلاحا قال: هما الحكمان وروي عن سعيد بن جبير ، وأبي صالح وأبي مالك والشعبي ومجاهد نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: يوفق الله بينهما

                                          5287 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما قال: وكذلك كل مصلح يوفقه الله للحق والصواب.

                                          قوله تعالى: إن الله كان عليما خبيرا

                                          5288 - حدثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمد، ثنا وكيع ، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في قوله: خبيرا بمكانهما.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية