الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عته ]

                                                          عته : التعته : التجنن والرعونة وأنشد لرؤبة : بعد لجاج لا يكاد ينتهي عن التصابي وعن التعته ، وقيل : التعته الدهش ، وقد عته الرجل عتها وعتها وعتاها ، والمعتوه : المدهوش من غير مس جنون ، والمعتوه والمخفوق : المجنون ، وقيل : المعتوه الناقص العقل ، ورجل معته إذا كان مجنونا مضطربا في خلقه ، وفي الحديث : رفع القلم عن ثلاثة : الصبي والنائم والمعتوه ، قال : هو المجنون المصاب بعقله وقد عته فهو معتوه ، ورجل معته إذا كان عاقلا معتدلا في خلقه ، وعته فلان في العلم إذا أولع به وحرص عليه ، وعته فلان في فلان إذا أولع بإيذائه ومحاكاة كلامه وهو عتيهه ، وجمعه العتهاء وهو العتاهة والعتاهية : مصدر عته مثل الرفاهة والرفاهية ، والعتاهة والعتاهية : ضلال الناس من التجنن والدهش ، ورجل معتوه بين العته والعته : لا عقل له ، ذكره [ ص: 32 ] أبو عبيد في المصادر التي لا تشتق منها الأفعال ، وما كان معتوها ولقد عته عتها ، وتعته : تجاهل ، وفلان يتعته لك عن كثير مما تأتيه ، أي : يتغافل عنك فيه ، والتعته : المبالغة في الملبس والمأكل ، وتعته فلان في كذا وتأرب إذا تنوق وبالغ ، وتعته : تنظف قال رؤبة :


                                                          في عتهي اللبس والتقين



                                                          بنى منه صيغة على ف علي كأنه اسم من ذلك ، ورجل عتاهية : أحمق ، وعتاهية : اسم ، وأبو العتاهية : كنية ، وأبو العتاهية : الشاعر المعروف ذكر أنه كان له ولد يقال له عتاهية ، وقيل : لو كان الأمر كذلك لقيل له أبو عتاهية بغير تعريف وإنما هو لقب له لا كنية وكنيته أبو إسحاق ، واسمه إسماعيل بن القاسم ولقب بذلك ; لأن المهدي قال له : أراك متخلطا متعتها ، وكان قد تعته بجارية للمهدي واعتقل بسببها وعرض عليها المهدي أن يزوجها له فأبت ، واسم الجارية عينة ، وقيل : لقب بذلك ; لأنه كان طويلا مضطربا ، وقيل : لأنه يرمى بالزندقة ، والعتاهة : الضلال والحمق .

                                                          عتا : عتا يعتو عتوا وعتيا : استكبر وجاوز الحد ; فأما قوله :


                                                          أدعوك يا رب من النار التي     أعددتها للظالم العاتي العتي



                                                          فقد يجوز أن يكون أراد العتي على النسب كقولك رجل حرح وسته ، وقد يجوز أن يكون أراد العتي فخفف ; لأن الوزن قد انتهى فارتدع ، ويقال : تعتت المرأة وتعتى فلان ، وأنشد :


                                                          بأمره الأرض فما تعتت



                                                          أي فما عصت ، وقال الأزهري في ترجمة تعا : والعتا العصيان ، والعاتي : الجبار ، وجمعه عتاة . ، والعاتي : الشديد الدخول في الفساد المتمرد الذي لا يقبل موعظة ، الفراء : الأعتاء الدعار من الرجال ، الواحد عات ، وتعتى فلان : لم يطع ، وعتا الشيخ عتيا وعتيا ، بفتح العين : أسن وكبر وولى ، وفي التنزيل : وقد بلغت من الكبر عتيا ، وقرئ : ( عتيا ) ، وقول أبي إسحاق : كل شيء قد انتهى فقد عتا يعتو عتيا وعتوا ، وعسا يعسو عسوا وعسيا ، فأحب زكرياء ، سلام الله عليه ، أن يعلم من أي جهة يكون له ولد ، ومثل امرأته لا تلد ومثله لا يولد له ، قال الله عز وجل : ( كذلك ) ، معناه والله أعلم ، الأمر كما قيل لك ويقال للشيخ إذا ولى وكبر : عتا يعتو عتوا ، وعسا يعسو مثله ، الجوهري : يقال عتوت يا فلان تعتو عتوا وعتيا وعتيا ، والأصل عتو ثم أبدلوا إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء ، فقال : عتيا ، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا عتيا ليؤكدوا البدل ، ورجل عات وقوم عتي ، قلبوا الواو ياء ; قال محمد بن السري : وفعول إذا كانت جمعا فحقها القلب ، وإذا كانت مصدرا فحقه التصحيح لأن الجمع أثقل عندهم من الواحد . وفي الحديث : بئس العبد عبد عتا وطغى ; العتو : التجبر والتكبر . وتعتيت : مثل عتوت ، قال : ولا تقل عتيت ، وقال ابن سيده : عتيت لغة في عتوت ، وعتى : بمعنى حتى ، هذلية وثقفية ، وقرأ بعضهم : عتى حين ; أي حتى حين ، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : بلغه أن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، يقرئ الناس عتى حين ، يريد حتى حين ، فقال : إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل ، فأقرئ الناس بلغة قريش ، كل العرب يقولون حتى إلا هذيلا وثقيفا فإنهم يقولون عتى ، وعتوة : اسم فرس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية