الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عجس ]

                                                          عجس : العجس : شدة القبض على الشيء ، وعجس القوس وعجسها وعجسها ومعجسها وعجزها : مقبضها الذي يقبضه الرامي منها ، وقيل : هو موضع السهم منها ، قال أبو حنيفة : عجس القوس أجل موضع فيها وأغلظه ، وكل عجز عجس ، والجمع أعجاس ، قال رؤبة :


                                                          ومنكبا عز لنا وأعجاس



                                                          وعجس السهم : ما دون ريشه ، والعجس : آخر الشيء ، وعجيساء الليل وعجاساؤه : ظلمته ، والعجاساء : الظلمة ، وعجست الدابة تعجس عجسانا : ظلعت ، والعجاساء : الإبل العظام المسان ، الواحد والجمع عجاساء ، قال الراعي يصف إبلا وحاديها :


                                                          إذا سرحت من منزل نام خلفها     بميثاء مبطان الضحى غير أروعا
                                                          وإن بركت منها عجاساء جلة     بمحنية أشلى العفاس وبروعا



                                                          [ ص: 45 ] مبطان الضحى : يعني راعيا يبادر الصبوح فيشرب حتى يمتلئ بطنه من اللبن ، والأروع : الذي يروعك جماله وهو أيضا الذي يسرع إليه الارتياع ، والميثاء : الأرض السهلة ، وبركت : من البروك ، والعفاس وبروع : اسما ناقتين ؛ يقول : إذا استأخرت من هذه الإبل عجاساء دعا هاتين الناقتين فتبعهما الإبل ، قال ابن بري : وهو في شعره خذلت ، أي : تخلفت ، والجلة : المسان من الإبل واحدها جليل مثل صبي وصبية ، وقيل : هي القطعة العظيمة منها ، وقيل : هي الناقة العظيمة الثقيلة الحوساء الواحدة عجاساء ، والجمع عجاساء ، قال : ولا تقل جمل عجاساء والعجاساء يمد ويقصر وأنشد :


                                                          وطاف بالحوض عجاسا حوس



                                                          الحوس : الكثيرة الأكل ، وقال أبو الهيثم : لا يعرف العجاسا مقصورة ، والعجوس : آخر ساعة من الليل ، والعجوس : إبطاء مشي العجاساء ، وهي الناقة السمينة تتأخر عن النوق لثقل قتالها ، وقتالها شحمها ولحمها ، والعجيساء : مشية فيها ثقل ، وعجس : أبطأ ، ولا آتيك سجيس عجيس ، أي : طول الدهر وهو منه ; لأنه يتعجس ، أي : يبطئ فلا ينفد أبدا ، ولا آتيك عجيس الدهر ، أي : آخره ، أبو عبيد عن الأحمر :


                                                          فأقسمت لا آتي ابن ضمرة طائعا     سجيس عجيس ما أبان لساني



                                                          عجيس مصغر ، أي : لا آتيه أبدا ، وهو مثل قولهم : لا آتيك الأزلم الجذع وهو الدهر ، وتعجست بي الراحلة وعجست بي إذا تنكبت عن الطريق من نشاطها وأنشد لذي الرمة :


                                                          إذا قال حادينا : أيا ! عجست بنا     صهابية الأعراف عوج السوالف



                                                          ويروى : عجست بنا بالتشديد ، العجاسا بالقصر : التقاعس ، وعجسه عن حاجته يعجسه وتعجسه : حبسه ، وعجستني عجاساء الأمور عنك ، وما منعك فهو العجاساء ، وعجسني عن حاجتي عجسا : حبسني ، وتعجستني أمور : حبستني ، وتعجسه : أمره أمرا فغيره عليه ، وفحل عجيس وعجيساء وعجاساء : عاجز عن الضراب وهو الذي لا يلقح ، وعجيساء : موضع ، والعيجوس : سمك صغار يملح وأما قول الراجز :


                                                          وفتية نبهتهم بالعجس



                                                          فهو طائفة من وسط الليل كأنه مأخوذ من عجس القوس ، يقال : مضى عجس من الليل ، والعجسة الساعة من الليل وهي الهتكة والطبيق ، وروى ابن الأعرابي بيت زهير :


                                                          بكرن بكورا واستعن بعجسة



                                                          قال : وأراد بعجسة سواد الليل وهذا يدل على أن من رواه : واستحرن بسحرة ، لم يرد تقديم البكور على الاستحار ، وتعجست أمر فلان إذا تعقبته وتتبعته ، وفي حديث الأحنف : فيتعجسكم في قريش ، أي : يتبعكم ، ويقال : تعجست الأرض غيوث إذا أصابها غيث بعد غيث فتثاقل عليها ، ومطر عجوس ، أي : منهمر قال رؤبة :


                                                          أوطف يهدي مسبلا عجوسا



                                                          وتعجسه عرق سوء وتعقله وتثقله إذا قصر به عن المكارم ، وفي الحديث : يتعجسكم عند أهل مكة ، قيل : معناه يضعف رأيكم عندهم ، وعجيسى مثل خطيبى : اسم مشية بطيئة ، وقال أبو بكر بن السراج : عجيساء بالمد مثال قريثاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية