الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عذا ]

                                                          عذا : العذاة : الأرض الطيبة التربة الكريمة المنبت التي ليست بسبخة ، وقيل : هي الأرض البعيدة عن الأحساء والنزوز والريف ، السهلة المريئة التي يكون كلؤها مريئا ناجعا ، وقيل : هي البعيدة من الأنهار والبحور والسباخ ، وقيل : هي البعيدة من الناس ولا تكون العذاة ذات وخامة ولا وباء ، قال ذو الرمة :


                                                          بأرض هجان الترب وسمية الثرى عذاة نأت عنها الملوحة والبحر

                                                          .

                                                          والجمع : عذوات وعذا ، والعذي : كالعذاة قلبت الواو ياء لضعف الساكن أن يحجز كما قالوا : صبية ، وقد قيل : إنه ياء والاسم العذاء ، وكذلك أرض عذية مثل خربة ، أبو زيد : وعذوت الأرض وعذيت أحسن العذاة ، وهي الأرض الطيبة التربة البعيدة من الماء ، وقال حذيفة لرجل : إن كنت لا بد نازلا بالبصرة فانزل عذواتها ولا تنزل سرتها ، جمع عذاة وهي الأرض الطيبة التربة البعيدة من المياه والسباخ ، واستعذيت المكان واستقمأته ، وقد قامأني فلان ، أي وافقني ، وأرض عذاة : إذا لم يكن فيها حمض ، ولم تكن قريبة من بلاده ، والعذاة : الخامة من الزرع ، يقال : رعينا أرضا عذاة ورعينا عذوات الأرض ، ويقال في تصريفه : عذي يعذى عذى فهو عذي وعذي ، وجمع العذي أعذاء ، وقال ابن سيده في ترجمة عذي بالياء : العذي اسم للموضع الذي ينبت في الصيف والشتاء من غير نبع ماء ، والعذي بالتسكين : الزرع الذي لا يسقى إلا من ماء المطر لبعده من المياه ، وكذلك النخل ، وقيل : العذي من النخيل ما سقته السماء والبعل ما شرب بعروقه من [ ص: 82 ] عيون الأرض من غير سماء ولا سقي ، وقيل : العذي البعل نفسه ، قال : وقال أبو حنيفة العذي كل بلد لا حمض فيه ، وإبل عواذ : إذا كانت في مرعى لا حمض فيه ، فإذا أفردت قلت : إبل عاذية ، قال ابن سيده : ولا أعرف معنى هذا . وذهب ابن جني إلى أن ياء عذي بدل من واو لقولهم أرضون عذوات فإن كان ذلك فبابه الواو ، وقال أبو حنيفة : إبل عاذية وعذوية ترعى الخلة ، الليث : والعذي موضع بالبادية ، قال الأزهري : لا أعرفه ولم أسمعه لغيره ، وأما قوله في العذي أيضا إنه اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء ، فإن كلام العرب على غيره ، وليس العذي اسما للموضع ، ولكن العذي من الزروع والنخيل ما لا يسقى إلا بماء السماء ، وكذلك عذي الكلإ والنبات ما بعد عن الريف وأنبته ماء السماء ، قال ابن سيده : والعذوان : النشيط الخفيف الذي ليس عنده كبير حلم ولا أصالة ، عن كراع ، والأنثى بالهاء ، وعذا يعذو : إذا طاب هواؤه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية