الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عرفط ]

                                                          عرفط : العرفط : شجر العضاه ، وقيل : ضرب منه ، وقال أبو حنيفة : من العضاه العرفط وهو مفترش على الأرض لا يذهب في السماء ، وله ورقة عريضة وشوكة حديدة حجناء وهو مما يلتحى لحاؤه وتصنع منه الأرشية وتخرج في برمه علفة كأنه الباقلى تأكله الإبل والغنم ، وقيل : هو خبيث الريح وبذلك تخبث ريح راعيته وأنفاسها حتى يتنحى عنها ، وهو من أخبث المراعي ، واحدته [ ص: 115 ] عرفطة وبه سمي الرجل ، الأزهري : العرفطة شجرة قصيرة متدانية الأغصان ذات شوك كثير طولها في السماء كطول البعير باركا ، لها وريقة صغيرة تنبت بالجبال تعلقها الإبل ، أي : تأكل بفيها أعراض غصنتها ، قال مسافر العبسي يصف إبلا :


                                                          عبسية لم ترع طلحا مجعما ولم تواضع عرفطا وسلما     لكن رعين الحزن حيث ادلهمما
                                                          بقلا تعاشيب ونورا توأما

                                                          . الجوهري : العرفط بالضم شجر من العضاه ينضح المغفور وبرمته بيضاء مدحرجة ، وقيل : هو شجر الطلح وله صمغ كريه الرائحة ، فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه ، وفي الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب عسلا في بيت امرأة من نسائه فقالت له إحدى نسائه : أكلت مغافير ، قال : لا ولكني شربت عسلا ، فقالت : جرست إذا نحله العرفط ، المغافير : صمغ يسيل من شجر العرفط حلو غير أن رائحته ليست بطيبة ، والجرس : الأكل ، وإبل عرفطية : تأكل العرفط ، واعرنفط الرجل : تقبض ، والمعرنفط : الهن ، أنشد ابن الأعرابي لرجل قالت له امرأته ، وقد كبر :


                                                          يا حبذا ذباذبك     إذ الشباب غالبك

                                                          . فأجابها :


                                                          يا حبذا معرنفطك     إذ أنا لا أفرطك



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية