الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عصد ]

                                                          عصد : العصد : اللي ، عصد الشيء يعصده عصدا فهو معصود وعصيد : لواه ، والعصيدة منه ، والمعصد ما تعصد به . قال الجوهري : والعصيدة التي تعصدها بالمسواط فتمرها به ، فتنقلب ولا يبقى في الإناء منها شيء إلا انقلب . وفي حديث خولة : فقربت له عصيدة هو دقيق يلت بالسمن ويطبخ ، يقال : عصدت العصيدة وأعصدتها ، أي اتخذتها . وعصد البعير عنقه : لواه نحو حاركه للموت ، يعصده عصودا فهو عاصد ، وكذلك الرجل ، يقال : عصد فلان يعصد عصودا : مات ، وأنشد شمر :


                                                          على الرحل مما منه السير عاصد

                                                          وقال الليث : العاصد هاهنا الذي يعصد العصيدة ، أي يديرها ويقلبها بالمعصدة ، شبه الناعس به لخفقان رأسه . قال : ومن قال إنه أراد الميت بالعاصد فقد أخطأ . وعصد السهم : التوى في مر ولم يقصد الهدف .

                                                          وفي نوادر الأعراب : يوم عطود وعطود وعصود ، أي طويل . وركب فلان عصوده ، أي رأيه ، وعربده إذا ركب رأيه . والعصد والعزد : النكاح ، لا فعل له . وقال كراع : عصد الرجل المرأة يعصدها عصدا وعزدها عزدا : نكحها ، فجاء له بفعل . وأعصدني عصدا من حمارك وعزدا ، على المضارعة ، أي أعرني إياه لأنزيه على أتاني - عن اللحياني .

                                                          ورجل عصيد معصود : نعت سوء . وعصدته على الأمر عصدا إذا أكرهته عليه ، وقد روى بعضهم لعنترة :


                                                          فهلا وفى الفغواء عمرو بن جابر     بذمته وابن اللقيطة عصيد

                                                          قال بعضهم : عصيد بوزن حذيم وهو المأبون ، قال الأزهري : وقرأت بخط أبي الهيثم في شعر المتلمس يهجو عمرو بن هند :

                                                          فإذا حللت ودون بيتي غاوة     فابرق بأرضك ما بدا لك وارعد
                                                          أبني قلابة لم تكن عاداتكم     أخذ الدنية قبل خطة معصد

                                                          ، قال أبو عبيدة : يعني عصد عمرو بن هند من العصد والعزد ، يعني منكوحا . والعصواد والعصواد : الجلبة والاختلاط في حرب أو خصومة ، قال :

                                                          وترامى الأبطال بالنظر الشز     ر وظل الكماة في عصواد

                                                          ، وتعصود القوم : جلبوا واختلطوا . وعصودوا عصودة منذ اليوم ، أي صاحوا واقتتلوا . الليث : العصواد جلبة في بلية ، وعصدتهم العصاويد : أصابتهم بذلك . وعصواد الظلام : اختلاطه وتراكبه . وجاءت الإبل عصاويد إذا ركب بعضها بعضا ، وكذلك عصاويد الكلام . والعصاويد : العطاش من الإبل . ورجل عصواد : عسر شديد .

                                                          وامرأة عصواد : كثيرة الشر ، قال :


                                                          يا مي ذات الطوق والمعصاد


                                                          فدتك كل رعبل عصواد


                                                          نافية للبعل والأولاد

                                                          وقوم عصاويد في الحرب : يلازمون أقرانهم ولا يفارقونهم ، وأنشد :


                                                          لما رأيتهم لا درء دونهم     يدعون لحيان في شعث عصاويد

                                                          وقولهم : وقعوا في عصواد ، أي في أمر عظيم . ويقال : تركتهم في عصواد وهو الشر من قتل أو سباب أو صخب . وهم في عصواد بينهم : يعني البلايا والخصومات . ورجل عصواد : متعب وأنشد :


                                                          وفي القرب العصواد للعيس سائق

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية