الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عفل ]

                                                          عفل : قال المفضل بن سلمة في قول العرب : رمتني بدائها وانسلت ، قال : كان سبب ذلك أن سعد بن زيد مناة كان تزوج رهم بنت الخزرج بن تيم الله ، وكانت من أجمل النساء ، فولدت له مالك بن سعد ، وكان ضرائرها إذا ساببنها يقلن لها : يا عفلاء ! فقالت لها أمها : إذا ساببنك فابدئيهن بعفال ، سبيت ، فأرسلتها مثلا ، فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها ، فقالت لها رهم : يا عفلاء ! فقالت ضرتها : رمتني بدائها وانسلت : قال : وبنو مالك بن سعد رهط العجاج كان يقال لهم العفيلى . ابن الأعرابي : العفلة بظارة المرأة ، وحكى الأزهري عن ابن الأعرابي قال : العفل نبات لحم ينبت في قبل المرأة وهو القرن ، وأنشد :


                                                          ما في الدوائر من رجلي من عقل عند الرهان وما أكوى من العفل

                                                          قال أبو عمرو الشيباني : القرن بالناقة مثل العفل بالمرأة ، فيؤخذ الرضف فيحمى ثم يكوى به ذلك القرن ، قال : والعفل شيء مدور يخرج بالفرج ، قال : والعفل لا يكون في الأبكار ولا يصيب المرأة إلا بعدما تلد ; وقال ابن دريد : العفل في الرجال غلظ يحدث في الدبر وفي النساء غلظ في الرحم ، قال : وكذلك هو في الدواب ، قال الليث : عفلت المرأة عفلا ، فهي عفلاء ، وعفلت الناقة ، والعفلة الاسم . والعفل والعفلة ، بالتحريك فيهما : شيء يخرج في قبل النساء وحياء الناقة شبه الأدرة التي للرجال في الخصية ، وربما كان في الناس تحت الصفن ; عفلت عفلا ، فهي عفلاء ; ومنه حديث ابن عباس : أربع لا يجزن في البيع ولا النكاح : المجنونة والمجذومة والبرصاء [ ص: 210 ] والعفلاء ، قال : والتعفيل إصلاح ذلك . وفي حديث مكحول في امرأة بها عفل . والعفل : كثرة شحم ما بين رجلي التيس والثور ، ولا يكاد يستعمل إلا في الخصي منهما ولا يستعمل في الأنثى . والعفل : الخط الذي بين الذكر والدبر . والعفل ، بإسكان الفاء : شحم خصيي الكبش وما حوله ; قال بشر يهجو رجلا :


                                                          جزيز القفا شبعان يربض حجرة‌     حديث الخصاء وارم العفل معبر

                                                          والعفل : الموضع الذي يجس من الكبش إذا أرادوا أن يعرفوا سمنه من غيره ، قال : وهو قول بشر ; ومنه حديث عمير بن أفصى : كبش حولي أعفل أي : كثير شحم الخصية من السمن . وإذا مس الرجل عفل الكبش لينظر سمنه يقال : جسه وغبطه وعفله ; والعفل : مجس الشاة بين رجليها لينظر سمنها من هزالها . ابن الأعرابي : العافل الذي يلبس ثيابا قصارا فوق ثياب طوال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية