الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عقص ]

                                                          عقص : العقص : التواء القرن على الأذنين إلى المؤخر وانعطافه ، عقص عقصا . وتيس أعقص ، والأنثى عقصاء ، والعقصاء من المعزى : التي التوى قرناها على أذنيها من خلفها ، والنصباء : المنتصبة القرنين ، والدفواء : التي انتصب قرناها إلى طرفي علباويها ، والقبلاء : التي أقبل قرناها على وجهها ، والقصماء : المكسورة القرن الخارج ، والعضباء : المكسورة القرن الداخل ، وهو المشاش ، وكل منها مذكور في بابه . والمعقاص : الشاة المعوجة القرن . وفي حديث مانع الزكاة : فتطؤه بأظلافها ليس فيها عقصاء ، ولا جلحاء ; قال ابن الأثير : العقصاء الملتوية القرنين . والعقص في زحاف الوافر : إسكان الخامس من " مفاعلتن " فيصير " مفاعيلن " بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء " مفعول " كقوله :


                                                          لولا ملك رؤوف رحيم تداركني برحمته هلكت

                                                          سمي أعقص لأنه بمنزلة التيس الذي ذهب أحد قرنيه مائلا كأنه عقص أي : عطف على التشبيه بالأول . والعقص : دخول الثنايا في الفم والتواؤها ، والفعل كالفعل . والعقص من الرمل : كالعقد . والعقصة من الرمل : مثل السلسلة ، وعبر عنها أبو علي فقال : العقصة والعقصة رمل يلتوي بعضه على بعض وينقاد كالعقدة والعقدة ، والعقص : رمل متعقد لا طريق فيه ; قال الراجز :


                                                          كيف اهتدت ودونها الجزائر     وعقص من عالج تياهر

                                                          والعقص : أن تلوي الخصلة من الشعر ثم تعقدها ثم ترسلها . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم : إن انفرقت عقيصته فرق وإلا تركها . قال ابن الأثير : العقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ، وأصل العقص اللي وإدخال أطراف الشعر في أصوله ، قال : وهكذا جاء في رواية ، والمشهور عقيقته لأنه لم يكن يعقص شعره - صلى الله عليه وسلم - والمعنى إن انفرقت من ذات نفسها وإلا تركها على حالها ولم يفرقها . قال الليث : العقص أن تأخذ المرأة كل خصلة من شعرها فتلويها ثم تعقدها حتى يبقى فيها التواء ثم ترسلها ، فكل خصلة عقيصة ; قال : والمرأة ربما اتخذت عقيصة من شعر غيرها . والعقيصة : الخصلة ، والجمع عقائص وعقاص ، وهي العقصة ، ولا يقال للرجل عقصة . والعقيصة : الضفيرة . يقال : لفلان عقيصتان . وعقص الشعر : ضفره وليه على الرأس . وذو العقيصتين : رجل معروف خصل شعره عقيصتين وأرخاهما من جانبيه . وفي حديث ضمام : إن صدق ذو العقيصتين ليدخلن الجنة ; العقيصتان : تثنية العقيصة ; والعقاص المدارى في قول امرئ القيس :


                                                          غدائره مستشزرات إلى العلا     تضل العقاص في مثنى ومرسل

                                                          وصفها بكثرة الشعر والتفافه . والعقص والضفر : ثلاث قوى وقوتان ، والرجل يجعل شعره عقيصتين وضفيرتين فيرخيهما من جانبيه . وفي حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه : من لبد أو عقص فعليه الحلق ، يعني المحرمين بالحج أو العمرة ، وإنما جعل عليه الحلق ; لأن هذه الأشياء تقي الشعر من الشعث ، فلما أراد حفظ شعره وصونه ألزمه حلقه بالكلية ، مبالغة في عقوبته . قال أبو عبيد : العقص ضرب من الضفر ، وهو أن يلوى الشعر على الرأس ، ولهذا تقول النساء : لها عقصة ، وجمعها عقص وعقاص وعقائص ، ويقال : هي التي تتخذ من شعرها مثل الرمانة . وفي حديث ابن عباس : الذي يصلي ورأسه معقوص كالذي يصلي وهو مكتوف ; أراد أنه إذا كان شعره منشورا سقط على الأرض عند السجود فيعطى صاحبه ثواب السجود به ، وإذا كان معقوصا صار في معنى ما لم يسجد ، وشبهه بالمكتوف ، وهو المشدود اليدين لأنهما لا تقعان على الأرض في السجود . وفي حديث حاطب : فأخرجت الكتاب من عقاصها أي : ضفائرها . جمع عقيصة أو عقصة ، وقيل : هو الخيط الذي تعقص به أطراف الذوائب ، والأول الوجه . والعقوص : خيوط تفتل من صوف وتصبغ بالسواد وتصل به المرأة شعرها ; يمانية . وعقصت شعرها تعقصه عقصا : شدته في قفاها . وفي حديث النخعي : الخلع [ ص: 229 ] تطليقة بائنة ، وهو ما دون عقاص الرأس ; يريد أن المختلعة إذا أفتدت نفسها من زوجها بجميع ما تملك كان له أن يأخذ ما دون شعرها من جميع ملكها . الأصمعي : المعقص السهم ينكسر نصله فيبقى سنخه في السهم ، فيخرج ويضرب حتى يطول ويرد إلى موضعه فلا يسد مسده لأنه دقق وطول ، قال : ولم يدر الناس ما معاقص فقالوا مشاقص للنصال التي ليست بعريضة ; وأنشد للأعشى :


                                                          ولو كنتم نخلا لكنتم جرامة     ولو كنتم نبلا لكنتم معاقصا

                                                          ورواه غيره : مشاقصا . وفي الصحاح : المعقص السهم المعوج ; قال الأعشى ، وهو من هذه القصيدة :


                                                          لو كنتم تمرا لكنتم حسافة     ولو كنتم سهما لكنتم معاقصا

                                                          وهذان بيتان على هذه الصورة في شعر الأعشى . وعقص أمره إذا لواه فلبسه . وفي حديث ابن عباس : ليس مثل الحصر العقص يعني ابن الزبير ; العقص : الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي . والعقص والعقيص والأعقص والعيقص ، كله : البخيل الكز الضيق ، وقد عقص - بالكسر - عقصا . والعقاص : الدوارة التي في بطن الشاة ، قال : وهي العقاص والمربض والمربض والحوية والحاوية للدوارة التي في بطن الشاة . ابن الأعرابي : المعقاص من الجواري السيئة الخلق ، قال : والمعفاص - بالفاء - هي النهاية في سوء الخلق . والعقص : السيئ الخلق . وفي النوادر : أخذته معاقصة ومقاعصة أي : معازة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية