الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6506 ) مسألة : قال : ( وعلى المعتق نفقة معتقه ، إذا كان فقيرا ; لأنه وارثه ) هذا مبني على الأصل الذي تقدم ، وأن النفقة تجب على الوارث ، والمعتق وارث عتيقه ، فتجب عليه نفقته إذا كان فقيرا ، ولمولاه يسار ينفق عليه منه . وقال مالك والشافعي ، وأصحاب الرأي : لا تجب عليه نفقة ، بناء على أصولهم التي ذكرناها . ولنا ، قول الله تعالى : { وعلى الوارث مثل ذلك } . { وقال النبي صلى الله عليه وسلم أمك وأباك ، وأختك وأخاك ، ثم أدناك أدناك ، ومولاك الذي يلي ذاك ، حقا واجبا ، ورحما موصولا } . ولأنه يرثه بالتعصيب ، فكانت عليه نفقته كالأب . ويشترط في وجوب الإنفاق عليه الشروط المذكورة في غيره . ( 6507 )

                                                                                                                                            فصل : فإن مات مولاه ، فالنفقة على الوارث من عصباته ، على ما بين في باب الولاء ويجب على السيد نفقة أولاد عتيقه ، إذا كان له عليهم ولاء ; لأنه عصبتهم ووارثهم ، وعليه نفقة أولاد معتقته إذا كان أبوهم عبدا كذلك ، فإن أعتق أبوهم فانجر الولاء إلى معتقه ، صار ولاؤهم لمعتق أبيهم ، ونفقتهم عليه ، إذا كملت الشروط ، وليس على العتيق نفقة معتقه وإن كان فقيرا ; لأنه لا يرثه ، فإن كان كل واحد منهما مولى صاحبه ، مثل أن يعتق الحربي عبدا ، ثم يسبي العبد سيده فيعتقه ، فعلى كل واحد منهما نفقة الآخر ; لأنه يرثه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية