الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عندل ]

                                                          عندل : عندل البعير : اشتد عصبه ، وقيل : عندل اشتد ، وصندل ضخم رأسه . والعندل : الناقة العظيمة الرأس الضخمة ، وقيل : هي الشديدة ، وقيل : الطويلة . والعندل : الطويل ، والأنثى [ ص: 299 ] عندلة ، وقيل : هو العظيم الرأس مثل القندل . والعندل : البعير الضخم الرأس ، يستوي فيه المذكر والمؤنث ، ذكر الأزهري في ترجمة عدل عن الليث قال : المعتدلة من النوق المثقفة الأعضاء بعضها ببعض ، قال : وروى شمر عن محارب قال : المعندلة من النوق ، وجعله رباعيا من باب عندل ، قال الأزهري : والصواب المعتدلة ، بالتاء ؛ وروى شمر عن أبي عدنان أن الكناني أنشده :

                                                          وعدل الفحل وإن لم يعدل واعتدلت ذات السنام الأميل قال : اعتدال ذات السنام الأميل استقامة سنامها من السمن بعدما كان مائلا ، قال الأزهري : وهذا يدل على أن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المعندلة غير صحيح ، وأن الصواب المعتدلة ؛ لأن الناقة إذا سمنت اعتدلت أعضاؤها كلها من السنام وغيره . ومعندلة : من العندل وهو الصلب الرأس . والعندل : السريع . والعندليل : طائر يصوت ألوانا . والبلبل يعندل أي : يصوت . وعندل الهدهد إذا صوت عندلة . الجوهري : قال سيبويه : إذا كانت النون ثانية فلا تجعل زائدة إلا بثبت . الأزهري : العندليب طائر أصغر من العصفور ، قال ابن الأعرابي : هو البلبل وقال الجوهري : هو الهزار ، وروي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال : عليكم بشعر الأعشى ؛ فإنه بمنزلة البازي يصيد ما بين الكركي والعندليب ، قال : وهو طائر أصغر من العصفور ، وقال الليث : هو طائر يصوت ألوانا ، قال الأزهري : وجعلته رباعيا ؛ لأن أصله العندل ، ثم مد بياء وكسعت بلام مكررة ثم قلبت باء ؛ وأنشد لبعض شعراء غني :

                                                          والعندليل إذا زقا في جنة خير وأحسن من زقاء الدخل والجمع العنادل ؛ قال الجوهري : وهو محذوف منه ؛ لأن كل اسم جاوز أربعة أحرف ولم يكن الرابع من حروف المد واللين فإنه يرد إلى الرباعي ، ثم يبنى منه الجمع والتصغير ، فإن كان الحرف الرابع من حروف المد واللين فإنها لا ترد إلى الرباعي وتبنى منه ؛ وأنشد ابن بري :

                                                          كيف ترعى فعل طلاحياتها عنادل الهامات صندلاتها وامرأة عندلة : ضخمة الثديين ؛ قال الشاعر :

                                                          ليست بعصلاء يذمي الكلب نكهتها ولا بعندلة يصطك ثدياها

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية