الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم )

[ ص: 131 ] اللباس بالكسر ما يلبس . ( أخبرنا ) : وفي نسخة " حدثنا " . ( محمد بن حميد الرازي ) : مر قريبا . ( أخبرنا ) : وفي نسخة " أنبأنا " . ( الفضل بن موسى ) : أي أبو عبد الله المروزي ، أخرج حديثه الستة . ( وأبو تميلة ) : بالتاء المثناة من فوق مصغرا ، يحيى بن واضح المروزي الأنصاري ، مولاهم ، أخرج حديثه الستة . ( ويزيد بن حباب ) : بضم حاء مهملة فموحدة مخففة ، أخرج حديثه الستة . ( عن عبد المؤمن بن خالد ) : أي الحنفي المروزي ، أخرج حديثه أبو داود والترمذي والنسائي . ( عن عبد الله بن بريدة ) : سبق ترجمته في باب خاتم النبوة . ( عن أم سلمة ) : أي أم المؤمنين . ( قالت : كان أحب الثياب ) : بالرفع . ( إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : أي لأجل لبسه ولبس غيره . ( القميص ) : بالنصب ، هذا هو المشهور في الرواية ، وهو مقتضى ظاهر العبارة ، وإلا لقالت : كان القميص أحب الثياب . قال ميرك : ويجوز أن يكون " القميص " مرفوعا بالاسمية و " أحب " منصوبا بالخبرية . ونقل غيره من الشراح أنهما روايتان ، قال الحنفي : والسر فيه أنه إن كان المقصود تعيين الأحب فالقميص خبره ، وإن كان المقصود بيان حال القميص عنده صلى الله عليه وسلم فهو اسمه . ورجحه العصام بأن " أحب " وصف فهو أولى بكونه حكما . وأما ترجيحه بأنه أنسب بالباب لأنه منعقد لإثبات أحوال اللباس فجعل القميص موضوعا وإثبات الحال له أنسب من العكس ، فليس بذلك لأن أم سلمة لم تذكر الحديث في الباب المنعقد للباس . ثم الثياب على ما في المغرب جمع ثوب ، وهو ما يلبسه الناس من الكتان والقطن والصوف والخز والقز وأما الستور فليست من الثياب ، انتهى . وهو اسم لما يستر به الشخص نفسه مخيطا كان أو غيره ، والقميص على ما ذكره الجوهري وغيره : ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب ، وفي القاموس : القميص معلوم وقد يؤنث ولا يكون من القطن وأما الصوف فلا ، انتهى . وكان حصره المذكور للغالب والظاهر أن كونه من القطن مرادا [ ص: 132 ] في الحديث لأن الصوف يؤذي البدن ويدر العرق ورائحته يتأذى بها . وقد أخرج الدمياطي : كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنا ، قصير الطول والكمين . قيل : ووجه أحبية القميص إليه صلى الله عليه وسلم أنه أستر للأعضاء من الإزار والرداء ، ولأنه أقل مؤنة وأخف على البدن ، ولابسه أكثر تواضعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية