الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6826 ) مسألة : قال : ( وليس على فقير من العاقلة ، ولا امرأة ، ولا صبي ، ولا زائل العقل ، حمل شيء من الدية ) أكثر أهل العلم ، على أنه لا مدخل لأحد من هؤلاء في تحمل العقل . قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، على أن المرأة ، والصبي الذي لم يبلغ ، لا يعقلان مع العاقلة ، وأجمعوا على أن الفقير لا يلزمه شيء . وهذا قول مالك ، والشافعي ، وأصحاب الرأي .

                                                                                                                                            وحكى بعض أصحابنا ، عن مالك ، وأبي حنيفة ، أن للفقير مدخلا في التحمل . وذكره أبو الخطاب رواية عن أحمد ; لأنه من أهل النصرة ، فكان من العاقلة كالغني . والصحيح الأول ; لأن تحمل العقل مواساة ، فلا يلزم الفقير كالزكاة ، ولأنها وجبت على العاقلة تخفيفا عن القاتل ، فلا يجوز التثقيل بها على من لا جناية منه ، وفي إيجابها على الفقير تثقيل عليه ، وتكليف له ما لا يقدر عليه ، ولأننا أجمعنا على أنه لا يكلف أحد من العاقلة ما يثقل عليه ، ويجحف به ، وتحميل الفقير شيئا منها يثقل عليه ، ويجحف بماله ، وربما كان الواجب عليه جميع ماله ، أو أكثر منه ، أو لا يكون له شيء أصلا . وأما الصبي والمجنون والمرأة ، فلا يحملون منها ; لأن فيها معنى التناصر ، وليس هم من أهل النصرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية