الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غلت ]

                                                          غلت : الغلت والغلط سواء ؛ وقد غلت . ورجل غلوت في الحساب : كثير الغلط ؛ قال رؤبة :


                                                          إذا استدر البرم الغلوت



                                                          وقال بعضهم : الغلت في الحساب والغلط في سوى ذلك . وقيل : الغلط في القول ، وهو أن يريد أن يتكلم بكلمة فيغلط ، فيتكلم بغيرها . وفي حديث ابن مسعود : لا غلت في الإسلام . قال الليث : غلت في الحساب غلتا ، ويقال : غلت في معنى غلط . وقال أبو عمرو : الغلط في المنطق والغلت في الحساب ، وقيل : هما لغتان ؛ وجعل الزمخشري الحديث عن ابن عباس ؛ وقال رؤبة :


                                                          إذا استدر البرم الغلوت



                                                          والغلوت : الكثير الغلط ؛ قال : واستدراره كثرة كلامه . وفي حديث شريح : كان لا يجيز الغلت ؛ قال : وهو أن يقول الرجل اشتريت هذا [ ص: 70 ] الثوب بمائة ، ثم تجده اشتراه بأقل فيرجع إلى الحق ويترك الغلت . وفي حديث النخعي : لا يجوز التغلت ؛ هو تفعل من الغلت . تقول : تغلته أي طلبت غلته وتغلتني فلان واغتلتني إذا أخذه على غرة . والغلت : الإقالة في الشراء والبيع . وغلتة الليل : أوله ؛ قال :


                                                          وجئ غلتة في ظلمة الليل وارتحل     بيوم محاق الشهر والدبران



                                                          واغلنتى القوم على فلان اغلنتاء : علوه بالشتم والضرب والقهر مثل الاغرنداء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية