الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غلث ]

                                                          غلث : الغلث : الخلط ؛ وفي المحكم : الغلث خلط البر بالشعير أو الذرة ؛ وعم به بعضهم . غلثه يغلثه بالكسر غلثا فهو مغلوث ، وغليث ، واغتلثه ؛ وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : ما كان يأكل السمن مغلوثا إلا بإهالة ولا البر إلا مغلوثا بالشعير . وفلان يأكل الغليث . والغليث : الخبز المخلوط من الحنطة والشعير . والغلث : المدر والزؤان ، وقد ذكر بالعين المهملة والمغلوث والغليث ، والمغلث : الطعام الذي فيه المدر والزؤان . والغليث : ما يسوى للنسر من لحم وغيره ، يجعل فيه السم فيؤخذ إذا مات ؛ قال الشاعر :


                                                          كما يسقى الهوزب الأغلاثا



                                                          والهوزب : النسر المسن . والغلثى : من الطير ؛ وقيل : الغلثى اسم شجرة إذا أطعم ثمرها السباع ، قتلتها ؛ قال أبو وجزة :


                                                          كأنها غلثى من الرخم تدف



                                                          وقتل النسر بالغلثى ، والغلثى ، مقصور ، على مثال السلوى ، عن كراع : وهو طعام يخلط له فيه سم فيأكله فيقتله ، فيؤخذ ريشه ، فتراش به السهام . التهذيب : الغليث الطعام المخلوط بالشعير ، فإن كان فيه مدر ، أو زؤان ، فهو المغلوث . وقال الفراء : المعلوث بالعين : المخلوط ؛ وقال غيره : وقد سمعناه بالغين ، مغلوث ، وقال لبيد :


                                                          مشمولة غلثت بنابت عرفج     كدخان نار ساطع أسنامها



                                                          وغلث الزند غلثا ، وأغلث : لم يور . واغتلثت الزند : انتجيته من شجرة لا تدري أيوري أم لا ؟ قال حسان :


                                                          مهاجنة إذا نسبوا عبيد     عضاريط مغالثة الزناد



                                                          أي رخو الزناد ، وهو مذكور في العين المهملة . وغلث الحلم : شيء تراه في النوم مما ليس برؤيا صادقة . والمغلث : المقارب من الوجع ليس يضجع صاحبه ، ولا يعرف أصله . وسقاء مغلوث : دبغ بالتمر أو البسر . والغلث : الشديد القتال اللزوم لمن طالب أو مارس . والغلث ، بالتحريك : شدة القتال . وغلث به غلثا : لزمه وقاتله . ورجل غلث ومغالث : شديد القتال ؛ قال رؤبة :


                                                          إذا اسمهر الحلس المغالث



                                                          اسمهر : اشتد . والحلس : الذي لا يبارح قرنه . والمغالث : الملازم له . وقال مبتكر : فلان يتغلث بي أي يتولع بي . وغلث الذئب بغنم فلان : لزمها يفرسها . وغلث الطائر : هاع ورمى من حوصلته بشيء كان استرطه . واغتلث للقوم غلثة : كذب لهم كذبا نجا به . وذكر أبو زياد الكلابي ضروبا من النبات فقال : إنها من الأغلاث ، منها : العكرش ، والحلفاء ، والحاج ، والينبوت ، والغاف ، والعشرق ، والقبا ، والسفا ، والأسل ، والبردي ، والحنظل ، والتنوم ، والخروع ، والراء ، واللصف ؛ قال : والأغلاث مأخوذ من الغلث ، وهو الخلط .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية