الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غلصم ]

                                                          غلصم : الغلصمة : رأس الحلقوم بشواربه وحرقدته ، وهو الموضع الناتئ في الحلق ، والجمع الغلاصم ، وقيل : الغلصمة اللحم الذي بين الرأس والعنق ، وقيل : متصل الحلقوم بالحلق إذا ازدرد الآكل لقمته فزلت عن الحلقوم : وقيل : هي العجرة التي على ملتقى [ ص: 71 ] اللهاة والمريء . وغلصمه أي قطع غلصمته . ويقال : غلصمت فلانا إذا أخذت بحلقه ؛ قال العجاج :


                                                          فالأسد من مغلصم وخرس



                                                          واستعار أبو نخيلة الغلاصم للنخل فقال ، أنشده أبو حنيفة :


                                                          صفا بسرها واخضرت العشب بعدما     علاها اغبرار لانضمام الغلاصم
                                                          أدام لها العصرين ريا ولم يكن     كمن ضن عن عمرانها بالدراهم



                                                          والغلصمة : الجماعة ، وهم أيضا السادة ؛ قال :


                                                          وهند غادة غيدا     ء في غلصمة غلب



                                                          يجوز أن يعني به الجماعة وأن يعني به السادة ؛ وقول الفرزدق :


                                                          فما أنت من قيس فتنبح دونها     ولا من تميم في اللها والغلاصم



                                                          عنى أعاليهم وجلتهم . ابن السكيت : إنه لفي غلصمة من قومه أي في شرف وعدد ؛ قال أبو النجم :


                                                          أبي لجيم واسمه ملء الفم     في غلصم الهام وهام الغلصم



                                                          وقال الأصمعي : أراد أنه في معظم قومه وشرفهم ، والغلصمة : أصل اللسان ، أخبر أنه في قوم عظام الهام ، وهذا مما يوصف به الرجل الشديد الشريف ؛ وذكر المنذري أن أبا الهيثم أنشده للأغلب :


                                                          كانت تميم معشرا ذوي كرم     غلصمة من الغلاصم العظم



                                                          قال : غلصمة جماعة لأن الغلصمة مجتمعة بما حولها ؛ وقال :


                                                          غداة عهدتهن مغلصمات     لهن بكل محنية نحيم



                                                          مغلصمات : مشدودات الأعناق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية