الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 50 ] قوله تعالى: فأتوا بسورة من مثله قال ابن قتيبة: السورة تهمز ولا تهمز ، فمن همزها جعلها من أسأرت ، يعني [أفضلت ] لأنها قطعة من القرآن ، ومن لم يهمزها جعلها من سورة البناء ، أي: منزلة بعد منزلة . قال النابغة في النعمان:


                                                                                                                                                                                                                                      ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب



                                                                                                                                                                                                                                      والسورة في هذا البيت: سورة المجد ، وهي مستعارة من سورة البناء . وقال ابن الأنباري: قال أبو عبيدة: إنما سميت السورة سورة لأنه يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة ، مثل سورة البناء . معنى: أعطاك سورة ، أي: منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك . قال ابن القاسم: ويجوز أن تكون سميت سورة لشرفها ، تقول العرب: له سورة في المجد ، أي: شرف وارتفاع ، أو لأنها قطعة من القرآن من قولك: أسأرت سؤرا ، أي: أبقيت بقية ، وفي هاء "مثله" قولان . أحدهما: أنها تعود على القرآن المنزل ، قاله قتادة ، والفراء ، ومقاتل . والثاني: أنها تعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون التقدير: فأتوا بسورة من مثل هذا العبد الأمي ، ذكره أبو عبيدة ، والزجاج ، وابن القاسم . فعلى هذا القول: تكون "من" لابتداء الغاية ، وعلى الأول: تكون زائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية