الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ غمس ]

                                                          غمس : الغمس : إرساب الشيء في الشيء السيال أو الندى أو في ماء أو صبغ حتى اللقمة في الخل ، غمسه يغمسه غمسا أي مقله فيه وقد انغمس فيه واغتمس . والمغامسة : المماقلة ، وكذلك إذا رمى الرجل نفسه في سطة الحرب أو الخطب . وفي الحديث عن عامر قال : يكتحل الصائم ويرتمس ولا يغتمس . قال : وقال علي بن حجر : الاغتماس أن يطيل اللبث فيه ، والارتماس أن لا يطيل المكث فيه . واختضبت المرأة غمسا : غمست يديها خضابا مستويا من غير تصوير . والغماسة : طائر يغتمس في الماء كثيرا . التهذيب : الغماسة من طير الماء غطاط ينغمس كثيرا . والطعنة النجلاء : الواسعة ، والغموس مثلها . ابن سيده : الطعنة الغموس التي انغمست في اللحم ، وقد عبر عنها بالواسعة النافذة ؛ قال أبو زبيد [ الطائي ] :


                                                          ثم أنقضته ونفست عنه بغموس أو طعنة أخدود

                                                          والأمر الغموس : الشديد . وفي حديث المولود : يكون غميسا أربعين ليلة أي مغموسا في الرحم ومنه الحديث : فانغمس في العدو فقتلوه أي دخل فيهم وغاص . واليمين الغموس : التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ، وقيل : هي التي لا استثناء فيها ، وقيل : هي اليمين الكاذبة التي تقتطع بها الحقوق ، وسميت غموسا لغمسها صاحبها في الإثم ثم في النار . وقال ابن مسعود : أعظم الكبائر اليمين الغموس ، وهو أن يحلف الرجل وهو يعلم أنه كاذب ليقتطع بها مال أخيه . وفي الحديث : اليمين الغموس تذر الديار بلاقع ؛ هي اليمين الكاذبة الفاجرة ، وفعول للمبالغة . وفي حديث الهجرة : وقد غمس حلفا في آل العاص أي أخذ نصيبا من عقدهم وحلفهم يأمن به ، وكانت عادتهم أن يحضروا في جفنة طيبا أو دما أو رمادا فيدخلون فيه أيديهم عن التحالف ليتم عقدهم عليه باشتراكهم في شيء واحد . وناقة غموس : في بطنها ولد ، وقيل : هي التي لا تشول ولا يستبان حملها حتى تقرب . ابن شميل : الغموس ، وجمعها غمس : الغدوي وهي التي في صلب الفحل من الغنم كانوا يتبايعون بها . الأثرم عن أبي عبيدة : المجر ما في بطن الناقة ، والثاني حبل الحبلة ، والثالث الغميس ، وقال غيره : الثالث من هذا النوع القباقب ، قال : وهذا هو الكلام ، وقيل : الغموس الناقة التي يشك في مخها أرير أم قصيد ؛ وأنشد :


                                                          مخلص بي ليس بالمغموس



                                                          ورجل غموس : لا يعرس ليلا حتى يصبح ؛ قال الأخطل :


                                                          غموس الدجى ينشق عن متضرم     طلوب الأعادي لا سئوم ولا وجب


                                                          والمغامسة : المداخلة في القتال ، وقد غامسهم . والغموس : الشديد من الرجال الشجاع ، وكذلك المغامس . يقال : أسد مغامس ، ورجل مغامس وقد غامس في القتال وغامز فيه . قال : ومغامسة الأمر دخولك فيه ؛ وأنشد :


                                                          أخو الحرب أما صادرا فوشيقه     حميل وأما واردا فمغامس

                                                          والشيء الغميس : الذي لم يظهر للناس ولم يعرف بعد . يقال : [ ص: 85 ] قصيدة غميس والليل غميس والأجمة وكل ملتف يغتمس فيه أي يستخفى غميس ؛ وقال أبو زبيد يصف أسدا :


                                                          رأى بالمستوى سفرا وعيرا     أصيلالا وجنته الغميس



                                                          وقيل : الغميس الليل . ويقال : غامس في أمرك أي اعجل . والمغامس : العجلان ؛ وقال قعنب :


                                                          إذا مغمسة قيلت تلقفها     ضب ومن دون من يرمي بها عدن



                                                          والتغميس : أن يسقي الرجل إبله ، ثم يذهب ؛ عن كراع . والغميس من النبات : الغمير تحت اليبيس . والغميس والغميسة : الأجمة ، وخص بها بعضهم أجمة القصب ؛ قال :


                                                          أتانا بهم من كل فج أخافه     مسح كسرحان الغميسة ضامر



                                                          والغميس : مسيل ماء ، وقيل : مسيل صغير يجمع الشجر والبقل . والغميس : موضع . والمغمس : موضع من مكة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية