الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: ومن أحسن دينا ممن أسلم آية 125

                                          [6004] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: قال أهل الإسلام: لا دين إلا دين الإسلام، كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم كل النبيين، وديننا خير الأديان، فقال تعالى: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن

                                          [6005] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: من يعمل سوءا يجز به ثم فضل الله المؤمن عليهم يعني على أهل الكتاب، فقال: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا

                                          [6006] حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ، ثنا آدم، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قوله: ممن أسلم وجهه لله وهو محسن يقول: من أخلص لله. وروي عن الربيع بن أنس مثل ذلك.

                                          [ ص: 1074 ]

                                          قوله تعالى: وجهه لله وهو محسن

                                          [6007] ذكر عن يحيى بن آدم ، ثنا ابن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، عن عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير : ممن أسلم وجهه لله قال: من أخلص وجهه، قال: دينه.

                                          قوله تعالى واتبع ملة إبراهيم حنيفا

                                          [6008] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : حنيفا حاجا. وروي عن الحسن ، والضحاك ، وعطية ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني

                                          [6009] حدثنا أبي ، ثنا قبيصة ، وعيسى بن جعفر ، قالا: ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: حنيفا قال: متبعا وروي عن الربيع بن أنس ، مثل ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [6010] حدثنا أبي ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا عثمان بن صالح ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي صخر ، عن محمد بن كعب : حنيفا قال: الحنيف: المستقيم قال أبو صخر ، عن عيسى بن جارية سمعته يقول مثله.

                                          والوجه الرابع:

                                          [6011] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله: حنيفا يقول: مخلصا.

                                          والوجه الخامس:

                                          [6012] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا أبو يحيى الحماني ، عن أبي قتيبة البصري يعني نعيم بن ثابت، عن أبي قلابة ، قوله: حنيفا قال: الحنيف: الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم.

                                          قوله تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلا

                                          [6013] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن عبد الملك [ ص: 1075 ] بن عمير، عن خالد ، يعني ابن ربعي، عن ابن مسعود ، في قوله: واتخذ الله إبراهيم خليلا قال: إن الله اتخذ صاحبكم خليلا.

                                          [6014] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عيسى بن حماد زغبة ، ثنا رشدين، عن أبي عبد الرحمن الحارثي، عن عبد الله بن عبيد الله ، عن قتادة، عن أنس، قال: جعل الله الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليهم أجمعين.

                                          [6015] حدثني أبي، ثنا محمود بن خالد السلمي، ثنا الوليد ، عن إسحاق بن يسار، قال: لما اتخذ الله إبراهيم خليلا ألقى في قلبه الوجل حتى إن كان خفقان قلبه ليسمع من بعد كما يسمع خفقان الطير في الهواء.

                                          [6016] حدثنا يحيى بن عبد الله القزويني، ثنا محمد، يعني ابن سعيد بن سابق ، ثنا عمرو يعني ابن أبي قيس، عن عاصم ، عن أبي راشد، عن عبيد بن عمير ، قال: كان إبراهيم عليه السلام يضيف الناس، فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه، فلم يجد أحدا فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما، قال: يا عبد الله ، ما أدخلك داري بغير إذني؟ قال: دخلتها بإذن ربها، قال: ومن أنت؟ قال: أنا ملك الموت أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشره بأن الله اتخذه خليلا، قال: من هو؟ فوالله إن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لآتينه، ثم لا أبرح له جارا حتى يفرق بيننا الموت.

                                          قال: ذاك العبد أنت. قال: أنا؟ قال: نعم. قال: فبم اتخذني ربي خليلا. قال: إنك تعطي الناس ولا تسألهم.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية