الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7176 ) مسألة : قال : ( وهو بالغ صحيح عاقل ) أما البلوغ والعقل فلا خلاف في اعتبارهما في وجوب الحد ، وصحة الإقرار ; لأن الصبي والمجنون قد رفع القلم عنهما ، ولا حكم لكلامهما . وقد روي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { رفع القلم عن ثلاثة ; عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل } . رواه أبو داود ، والترمذي . وقال : حديث حسن . وفي حديث ابن عباس ، في قصة ماعز ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل قومه : أمجنون هو ؟ قالوا : ليس به بأس } .

                                                                                                                                            وروي { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين أقر عنده : أبك جنون ؟ } . وقد روى أبو داود بإسناده ، قال : أتي عمر بمجنونة قد زنت ، فاستشار فيها [ ص: 62 ] أناسا فأمر بها عمر أن ترجم ، فمر بها علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه فقال : ما شأن هذه ؟ . قالوا : مجنونة آل فلان زنت ، فأمر بها عمر أن ترجم . فقال : ارجعوا بها . ثم أتاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة ; عن المجنون حتى يبرأ ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يعقل ؟ قال : بلى . قال : فما بال هذه ؟ قال : لا شيء . قال : فأرسلها فأرسلها . قال : فجعل عمر يكبر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية