الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 92 ] مسألة : قال : ( ومن قتل ، أو أتى حدا في الحرم ، أقيم عليه في الحرم . ) وجملته أن من انتهك حرمة الحرم ، بجناية فيه توجب حدا أو قصاصا فإنه يقام عليه حدها ، لا نعلم فيه خلافا . وقد روى الأثرم ، بإسناده عن ابن عباس ، أنه قال : من أحدث حدثا في الحرم ، أقيم عليه ما أحدث فيه من شيء . وقد أمر الله تعالى بقتال من قاتل في الحرم . فقال تعالى : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم } . فأباح قتلهم عند قتالهم في الحرم ; ولأن أهل الحرم يحتاجون إلى الزجر عن ارتكاب المعاصي كغيرهم ، حفظا لأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، فلو لم يشرع الحد في حق من ارتكب الحد في الحرم ، لتعطلت حدود الله تعالى في حقهم ، وفاتت هذه المصالح التي لا بد منها ، ولا يجوز الإخلال بها ; ولأن الجاني في الحرم هاتك لحرمته ، فلا ينتهض الحرم لتحريم ذمته وصيانته ، بمنزلة الجاني في دار الملك ، لا يعصم لحرمة الملك ، بخلاف الملتجئ إليها بجناية صدرت منه في غيرها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية