الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 538 ] ومن سورة الحشر [59]

                                                                                                                                                                                                                      1065 - قال : فأتاهم الله من حيث [2]

                                                                                                                                                                                                                      يقول: فجاءهم الله ، أي: جاءهم أمره، وقال بعضهم : فآتاهم أي: الله آتاهم العذاب؛ لأنك تقول: "أتى هو وآتيته" ، كما تقول: "ذهب وأذهبته".

                                                                                                                                                                                                                      1066 - وقال : ما قطعتم من لينة [5]

                                                                                                                                                                                                                      وهي من "اللون" في الجماعة ، وواحدته : "لينة" ؛ وهو ضرب من "النخل" ، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى "الياء".

                                                                                                                                                                                                                      1067 - وقال : ما أفاء الله على رسوله [6]

                                                                                                                                                                                                                      لأنك تقول: "فاء علي كذا وكذا وأفاءه الله" ، كما تقول: "جاء وأجاءه الله" ، وهو مثل "ذهب وأذهبته".

                                                                                                                                                                                                                      1068 - وقال : كي لا يكون دولة [7]

                                                                                                                                                                                                                      و"الدولة" في هذا المعنى : أن يكون ذلك المال مرة لهذا ، ومرة لهذا ، وتقول: "كانت لنا عليهم الدولة"؛ وأما انتصابها فعلى : "كيلا يكون الفيء دولة".

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 539 ] و"كيلا تكون دولة" ، أي: "لا تكون الغنيمة دولة" . يزعمون أن "الدولة" أيضا في المال لغة للعرب، ولا تكاد تعرف "الدولة في المال.

                                                                                                                                                                                                                      1069 - وقال : ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا [9]

                                                                                                                                                                                                                      أي: مما أعطوا.

                                                                                                                                                                                                                      1070 - وقال : لئن أخرجوا لا يخرجون معهم [12]

                                                                                                                                                                                                                      فرفع الآخر؛ لأنه معتمد لليمين؛ لأن هذه "اللام" التي في أول الكلام إنما تكون لليمين ، كقول الشاعر[ كثير عزة ]:


                                                                                                                                                                                                                      (304) لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذا لا أقيلها



                                                                                                                                                                                                                      1071 - وقال : أنهما في النار خالدين فيها [17]

                                                                                                                                                                                                                      فنصب "الخالدين" على الحال ، و: في النار خبر، ولو كان في الكلام "أنهما في النار" ؛ لكان الرفع في خالدين جائزا، وليس قولهم: "إذا

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 540 ] جئت بـ"فيها" مرتين فهو نصب بشيء. إنما "فيها" توكيد جئت بها أو لم تجئ بها ؛ فهو سواء. ألا ترى أن العرب كثيرا ما تجعله حالا إذا كان فيها التوكيد وما أشبهه. وهو في القرآن منصوب في غير مكان؛ قال : إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها [سورة البينة: 6] .

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية