الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين .

                                                                                                                                                                                                                                      والوقود: بفتح الواو: الحطب ، وبضمها: التوقد ، كالوضوء بالفتح: الماء ، وبالضم: المصدر ، وهو: اسم حركات المتوضئ . وقرأ الحسن وقتادة: وقودها ، بضم الواو ، والاختيار الفتح . والناس أوقدوا فيها بطريق العذاب ، والحجارة ، لبيان قوتها وشدتها ، إذ هي محرقة للحجارة . وفي هذه الحجارة قولان . أحدهما: أنها أصنامهم التي عبدوها ، قاله الربيع بن أنس . والثاني: أنها حجارة الكبريت ، وهي أشد الأشياء حرا ، إذا أحميت يعذبون بها . ومعنى "أعدت": هيئت . وإنما خوفهم بالنار إذا لم يأتوا بمثل القرآن ، لأنهم إذا كذبوه ، وعجزوا عن الإتيان بمثله ، ثبتت عليهم الحجة ، وصار الخلاف عنادا ، وجزاء المعاندين النار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 52 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية