الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7467 ) مسألة : قال : ( ويرد من نفل على من معه في السرية ، إذ بقوتهم صار إليه ) هذا في الصورة التي ذكرها الخرقي ، وهي القسم الأول من أقسام النفل ، وهو إذا بعث سرية ، ونفلها الثلث أو الربع ، فدفع النفل إلى بعضهم ، وخصه به ، أو جاء بعضهم بشيء فنفله ، ولم يأت بعضهم بشيء فلم ينفله ، شارك من نفل من لم ينفل .

                                                                                                                                            نص عليه أحمد ; لأن هؤلاء إنما أخذوا بقوة هؤلاء ، ولأنهم استحقوا النفل على وجه الإشاعة بينهم بالشرط السابق ، فلم يختص به واحد منهم كالغنيمة . فأما في القسمين الآخرين اللذين لم يذكرهما الخرقي ، مثل أن يخص بعض الجيش بنفل لغنائه ، أو لجعله له كقوله : من جاء بعشرة رءوس فله رأس ، فجاء واحد بعشرة دون الجيش ، فإن من نفل يختص بنفله دون غيره ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خص من قتل بسلب قتيله اختص به ، ولما خص سلمة بن الأكوع بسهم الفارس والراجل اختص به .

                                                                                                                                            وكذلك اختص بالمرأة التي نفلها إياه أبو بكر دون الناس ، ولأن هذا جعل تحريضا على القتال ، وحثا على فعل ما يحتاج المسلمون إليه ; ليحمل فاعله كلفة فعله ، رغبة فيما جعل له ، فلو لم يختص به فاعله ، ما خاطر أحد بنفسه في فعله ، ولا حصلت مصلحة النفل ، فوجب أن يختص الفاعل لذلك بنفله . كثواب الآخرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية