الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب استحباب السلام على الصبيان

                                                                                                                2168 حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن سيار عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم وحدثنيه إسمعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا سيار بهذا الإسناد

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم ) وفي رواية : ( مر بصبيان فسلم عليهم ) الغلمان هم الصبيان بكسر الصاد على المشهور ، وبضمها . ففيه استحباب السلام على الصبيان المميزين ، والندب إلى التواضع ، وبذل السلام للناس كلهم ، وبيان تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وكمال شفقته [ ص: 325 ] على العالمين .

                                                                                                                واتفق العلماء على استحباب السلام على الصبيان ، ولو سلم على رجال وصبيان فرد السلام صبي منهم هل يسقط فرض الرد عن الرجال ؟ ففيه وجهان لأصحابنا : أصحهما يسقط . ومثله الخلاف في صلاة الجنازة هل يسقط فرضها بصلاة الصبي ؟ الأصح سقوطه ، ونص عليه الشافعي ، ولو سلم الصبي على رجل لزم الرجل رد السلام . وهذا هو الصواب الذي أطبق عليه الجمهور . وقال بعض أصحابنا : لا يجب ، وهو ضعيف أو غلط .

                                                                                                                وأما النساء فإن كن جميعا سلم عليهن ، وإن كانت واحدة سلم عليها النساء وزوجها وسيدها ومحرمها ، سواء كانت جميلة أو غيرها . وأما الأجنبي فإن كانت عجوزا لا تشتهى استحب له السلام عليها ، واستحب لها السلام عليه ، ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام عليه . وإن كانت شابة أو عجوزا تشتهى لم يسلم عليها الأجنبي ، ولم تسلم عليه . ومن سلم منهما لم يستحق جوابا ، ويكره رد جوابه ، هذا مذهبنا ومذهب الجمهور . وقال ربيعة : لا يسلم الرجال على النساء ، ولا النساء على الرجال ، وهذا غلط . وقالالكوفيون : لا يسلم الرجال على النساء إذا لم يكن فيهن محرم . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية