الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قطرب ]

                                                          قطرب : القطرب : دويبة كانت في الجاهلية يزعمون أنها ليس لها قرار البتة ، وقيل : لا تستريح نهارها سعيا ، وفي حديث ابن مسعود : لا أعرفن أحدكم جيفة ليل ، قطرب نهار . قال أبو عبيد : يقال إن القطرب لا تستريح نهارها سعيا ، فشبه عبد الله الرجل يسعى نهاره في حوائج دنياه ، فإذا أمسى أمسى كالا تعبا ، فينام ليلته حتى يصبح كالجيفة لا يتحرك ، فهذا جيفة ليل قطرب نهار . والقطرب : الجاهل الذي يظهر بجهله . والقطرب : السفيه . والقطاريب : السفهاء ، حكاه ابن الأعرابي ، وأنشد :


                                                          كأنهم عاد حلوما إذا طاش من الجهل القطاريب



                                                          ولم يذكر له واحدا ، قال ابن سيده : وخليق أن يكون واحده قطروبا ، إلا أن يكون ابن الأعرابي أخذ القطاريب من هذا البيت ، فإن كان ذلك فقد يكون واحده قطروبا ، وغير ذلك مما تثبت الياء في جمعه رابعة من هذا الضرب ، وقد يكون جمع قطرب ، إلا أن الشاعر احتاج فأثبت الياء في الجمع ، كقوله :


                                                          نفي الدراهيم تنقاد الصياريف



                                                          وحكى ثعلب أن القطرب : الخفيف ، وقال على إثر ذلك : إنه لقطرب ليل . فهذا يدل على أنها دويبة ، وليس بصفة كما زعم . وقطرب : لقب محمد بن المستنير النحوي ، وكان يبكر إلى سيبويه ، فيفتح سيبويه بابه فيجده هنالك ، فيقول له : ما أنت إلا قطرب ليل ، فلقب قطربا لذلك . وتقطرب الرجل : حرك رأسه ، حكاه ثعلب ، وأنشد :


                                                          إذا ذاقها ذو الحلم منهم تقطربا



                                                          وقيل تقطرب ، ها هنا : صار كالقطرب الذي هو أحد ما تقدم ذكره . والقطرب : ذكر الغيلان . الليث : القطرب والقطروب الذكر من السعالي . والقطرب : الصغير من الكلاب . والقطرب : اللص الفاره في اللصوصية . والقطرب : طائر . والقطرب : الذئب الأمعط . والقطرب : الجبان ، وإن كان عاقلا . والقطرب : المصروع من لمم أو مرار ، وجمعها كلها قطاريب ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية