الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قطن ]

                                                          قطن : القطون : الإقامة . قطن بالمكان يقطن قطونا : أقام به [ ص: 145 ] وتوطن ، فهو قاطن ، وقال العجاج :


                                                          ورب هذا البلد المحرم والقاطنات البيت غير الريم     قواطنا مكة من ورق الحمي



                                                          والقطان : المقيمون . والقطين : جماعة القطان ، اسم للجمع ، وكذلك القاطنة ، وقيل : القطين الساكن في الدار ، والجمع قطن ; عن كراع . والقطين : المقيمون في الموضع لا يكادون يبرحونه . والقطين : السكان في الدار ، ومجاورو مكة قطانها . وفي حديث الإفاضة : نحن قطين الله أي سكان حرمه . والقطين : جمع قاطن كالقطان ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره : نحن قطين بيت الله وحرمه ، قال : وقد يجيء القطين بمعنى القاطن للمبالغة ، ومنه حديث زيد بن حارثة :


                                                          فإني قطين البيت عند المشاعر



                                                          وحمام مكة يقال لها : قواطن مكة ، قال رؤبة :


                                                          فلا ورب القاطنات القطن



                                                          والقطين : كالخليط لفظ الواحد والجمع فيه سواء . والقطين : تباع الملك ومماليكه . والقطين : أهل الدار . والقطين : الخدم والأتباع والحشم ، وفي التهذيب : الحشم الأحرار . والقطين : المماليك . والقطين : الإماء . والقاطن : المقيم بالمكان . والقطين : تبع الرجل ومماليكه وخدمه ، وجمعها القطان . قال ابن دريد : قطين الرجل حشمه وخدمه ، قال : وإذا قال الشاعر خف القطين فهم القوم القاطنون أي المقيمون . وروي عن سلمان أنه قال : كنت رجلا من المجوس فاجتهدت حتى كنت قطن النار الذي يوقدها ، قال شمر : قطن النار خازنها وخادمها ، ويجوز أنه كان مقيما عليها ، رواه بكسر الطاء . وقطن يقطن إذا خدم ، قال ابن الأثير : أراد أنه كان لازما لها لا يفارقها من قطن في المكان إذا لزمه ، قال : ويروى بفتح الطاء ، جمع قاطن كخدم وخادم ، قال : ويجوز أن يكون بمعنى قاطن كفرط وفارط . وقطن الطائر : زمكاه وأصل ذنبه . وفي الحديث : أن آمنة لما حملت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : ما وجدته في القطن والثنة ولكني كنت أجده في كبدي ، القطن : أسفل الظهر ، والثنة : أسفل البطن . والقطن ، بالتحريك : ما بين الوركين إلى عجب الذنب ، قال ابن بري : ومنه قوله :


                                                          معود ضرب أقطان البهازير



                                                          والقطن : ما عرض من الثبج . وقال الليث : القطن الموضع العريض بين الثبج والعجز ، والقطينة سكن الدار . ويقال : جاء القوم بقطينهم ، قال زهير :


                                                          رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم     قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل



                                                          وقال جرير :


                                                          هذا ابن عمي في دمشق خليفة     لو شئت ساقكم إلي قطينا



                                                          والقطنة والقطنة ، مثل المعدة والمعدة : مثل الرمانة تكون على كرش البعير ، وهي ذات الأطباق ، والعامة تسميها الرمانة ، وكسر الطاء فيها أجود . التهذيب : والقطنة هي ذات الأطباق التي تكون مع الكرش ، وهي الفحث أيضا ، الحراني عن ابن السكيت : هي القطنة التي تكون مع الكرش ، وهي ذات الأطباق ، وهي النقمة والمعدة والكلمة والسفلة والوسمة التي يختضب بها ، قال أبو العباس : هي القطنة وهي الرمانة في جوف البقرة ، وفي حديث سطيح :


                                                          حتى أتي عاري الجآجي والقطن



                                                          وقيل : الصواب قطن ، بكسر الطاء ، جمع قطنة وهي ما بين الفخذين . والقطنة : اللحمة بين الوركين . والقطن والقطن والقطن : معروف ، واحدته قطنة وقطنة وقطنة ، وقد يضعف في الشعر ، قال : يقال قطن وقطن مثل عسر وعسر ، قال قارب بن سالم المري ، ويقال دهلب بن قريع :


                                                          كأن مجرى دمعها المستن     قطنة من أجود القطنن



                                                          ورواه بعضهم : من أجود القطن ، قال : شدد للضرورة ولا يجوز مثله في الكلام . وقال أبو حنيفة : القطن يعظم عندهم شجره حتى يكون مثل شجر المشمش ، ويبقى عشرين سنة ، وأجوده الحديث ، وقول لبيد :


                                                          شاقتك ظعن الحي يوم تحملوا     فتكنسوا قطنا تصر خيامها



                                                          أراد به ثياب القطن . والمقطنة : التي تزرع فيها الأقطان . وقد عطب الكرم وقطن الكرم تقطينا : بدت زمعاته . وبزر قطونا : حبة يستشفى بها ، والمد فيها أكثر ، التهذيب : وحبة يستشفى بها يسميها أهل العراق بزر قطونا ، قال الأزهري : وسألت عنها البحرانيين فقالوا : نحن نسميها حب الذرقة ، وهي الأسفيوس ، معرب . وبزر قطوناء : على وزن جلولاء وحروراء ودبوقاء وكشوثاء . والقطان : شجار الهودج ، وجمعه قطن ، وأنشد بيت لبيد :


                                                          فتكنسوا قطنا تصر خيامها



                                                          وقطني من كذا أي حسبي ، وقال بعضهم : إنما هو قطي ، ودخلت النون على حال دخولها في قدني ، وقد تقدم . ابن السكيت : القطن في معنى حسب . يقال : قطني كذا وكذا ، وأنشد :


                                                          امتلأ الحوض وقال قطني     سلا رويدا قد ملأت بطني



                                                          قال ابن الأنباري : من العرب من يقول قطن عبد الله درهم ، وقطن عبد الله درهم ، فيزيد نونا على قط وينصب بها ويخفض ويضيف إلى نفسه فيقول : قطني ، قال : ولم يحك ذلك في قد ، والقياس فيهما واحد ، قال : وقولهم لا تقل إلا كذا وكذا قط ، معناه حسب ، فطاؤها ساكنة لأنها بمنزلة بل وهل وأجل ، وكذلك قد يقال قد عبد الله درهم ، ومعنى قط عبد الله درهم أي يكفي عبد الله درهم . والقطنية ، بالكسر ، حكاه ابن قتيبة بالتخفيف و أبو حنيفة بالتشديد : واحدة القطاني ، وهي الحبوب التي تدخر كالحمص والعدس والباقلى والترمس والدخن والأرز والجلبان . التهذيب : القطنية الثياب ، والقطنية الحبوب التي تخرج من الأرض ، ويقال لها قطنية مثل لجي ولجي ، قال : وإنما سميت الحبوب قطنية لأن مخارجها من الأرض مثل مخارج الثياب القطنية ، ويقال : لأنها تزرع كلها في [ ص: 146 ] الصيف وتدرك في آخر وقت الحر ، وقال أبو معاذ : القطاني الخلف وخضر الصيف . شمر : القطنية ما كان سوى الحنطة والشعير والزبيب والتمر ، وقال غيره : القطنية اسم جامع لهذه الحبوب التي تطبخ ، قال الأزهري : هي مثل العدس والخلر ، وهو الماش ، والفول والدجر ، وهو اللوبياء ، والحمص وما شاكلها مما يقتات ، سماها الشافعي كلها قطنية فيما روى عنه الربيع ، وهو قول مالك بن أنس . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه كان يأخذ من القطنية العشر ، هي بالكسر والتشديد واحدة القطاني كالعدس والحمص واللوبياء . والقيطون : المخدع ، أعجمي ، وقيل : بلغة أهل مصر وبربر . قال ابن بري : القيطون بيت في بيت ، قال عبد الرحمن بن حسان :


                                                          قبة من مراجل ضربتها     عند برد الشتاء في قيطون



                                                          وقطن : اسم رجل . وقطن بن نهشل : معروف . وقطن : جبل بنجد في بلاد بني أسد ، وفي الصحاح : جبل لبني أسد . وقطان : جبل ، قال النابغة :


                                                          غير أن الحدوج يرفعن غزلان     قطان على ظهور الجمال



                                                          واليقطين : كل شجر لا يقوم على ساق نحو الدباء والقرع والبطيخ والحنظل . ويقطين : اسم رجل منه . واليقطينة : القرعة الرطبة . التهذيب : اليقطين شجر القرع ، قال الله - عز وجل - : وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ، قال الفراء : قيل عند ابن عباس هو ورق القرع ، فقال : وما جعل القرع من بين الشجر يقطينا ، كل ورقة اتسعت وسترت فهي يقطين . قال الفراء : وقال مجاهد كل شيء ذهب بسطا في الأرض يقطين ، ونحو ذلك قال الكلبي ، قال : ومنه القرع والبطيخ والقثاء والشريان ، وقال سعيد بن جبير : كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فهو يقطين . وقطنة : لقب رجل ، وهو ثابت قطنة العتكي ، والأسماء المعارف تضاف إلى ألقابها ، وتكون الألقاب معارف وتتعرف بها الأسماء كما قيل قيس قفة وزيد بطة وسعيد كرز ، قال ابن بري : قال أبو القاسم الزجاجي قال ابن دريد سمعت أبا حاتم يقول : أصيبت عين ثابت قطنة بخراسان فكان يحشوها قطنا ، فسمي ثابت قطنة ، وفيه يقول حاجب الفيل :


                                                          لا يعرف الناس منه غير قطنته     وما سواها من الأنساب مجهول



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية