الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 313 ] مسألة ; قال : ( ولا يؤكل ما قتل بالبندق أو الحجر ; لأنه موقوذ ) يعني الحجر الذي لا حد له ، فأما المحدد كالصوان ، فهو كالمعراض ، إن قتل بحده أبيح ، وإن قتل بعرضه أو ثقله فهو وقيذ لا يباح . وهذا قول عامة الفقهاء . وقال ابن عمر ، في المقتولة بالبندق : تلك الموقوذة .

                                                                                                                                            وكره ذلك سالم ، والقاسم ، ومجاهد ، وعطاء ، والحسن وإبراهيم ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، وأبو ثور . ورخص فيما قتل بها ابن المسيب . وروي أيضا عن عمار ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى . ولنا ، قول الله تعالى { : والموقوذة }

                                                                                                                                            وروى سعيد ، بإسناده عن إبراهيم ، عن عدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ولا تأكل من البندقة إلا ما ذكيت } . وقال في المعراض : { إذا أصيب بعرضه ، فقتل ، فإنه وقيذ } . وقال عمر : ليتق أحدكم أن يحذف الأرنب بالعصا والحجر . ثم قال : وليذك لكم الأسل ; الرماح والنبل . إذا ثبت هذا ، فسواء شدخه أو لم يشدخه ، حتى لو رماه ببندقة فقطعت حلقوم طائر ومريئه ، أو أطارت رأسه ، لم يحل . وكذلك إن فعل ذلك بحجر غير محدد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية