الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7777 ) مسألة ; قال : ( فإن كان أخرس ، أومأ إلى السماء ) قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، على إباحة ذبيحة الأخرس ; منهم الليث ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور . وهو قول الشعبي ، وقتادة ، والحسن بن صالح .

                                                                                                                                            إذا ثبت هذا فإنه يشير إلى السماء ; لأن إشارته تقوم مقام نطق الناطق ، وإشارته إلى السماء تدل على قصده تسمية الذي في السماء .

                                                                                                                                            ونحو هذا قال الشعبي . وقد دل على هذا حديث أبي هريرة { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية أعجمية ، فقال : يا رسول الله ، إن علي رقبة مؤمنة ، أفأعتق هذه ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ . فأشارت إلى السماء ، فقال : من أنا ؟ . فأشارت بإصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء ، أي أنت رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتقها ، فإنها مؤمنة } . رواه الإمام أحمد ، والقاضي البرتي ، في " مسنديهما " .

                                                                                                                                            فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيمانها بإشارتها إلى السماء ، تريد أن الله سبحانه فيها ، فأولى أن يكتفى بذلك علما على التسمية . ولو أنه أشار إشارة تدل على التسمية ، وعلم ذلك ، كان كافيا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية