الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7827 ) مسألة : قال : ( وما كان مأواه البحر ، وهو يعيش في البر ، لم يؤكل إذا مات في بر أو بحر ) كل ما يعيش في البر من دواب البحر ، لا يحل بغير ذكاة ، كطير الماء ، والسلحفاة ، وكلب الماء ، إلا ما لا دم فيه ، كالسرطان ، فإنه يباح بغير ذكاة .

                                                                                                                                            قال أحمد : السرطان لا بأس به . قيل له : يذبح ؟ قال : لا . وذلك لأن مقصود الذبح إنما هو إخراج الدم منه ، وتطييب اللحم بإزالته عنه ، فما لا دم فيه ، لا حاجة إلى ذبحه . وأما سائر ما ذكرنا ، فلا يحل إلا أن يذبح . قال أحمد : كلب الماء يذبحه ، ولا [ ص: 338 ] أرى بأسا بالسلحفاة إذا ذبح ، والرق يذبحه . وقال قوم : يحل من غير ذكاة ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر { هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته } .

                                                                                                                                            ولأنه من حيوان البحر ، فأبيح بغير ذكاة كالسمك والسرطان . وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كل ما في البحر قد ذكاه الله تعالى لكم . وروى الإمام أحمد ، بإسناده عن شريح رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، قال { كل شيء في البحر مذبوح . } وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : إن الله ذبح كل شيء في البحر لابن آدم } . ولنا أنه حيوان يعيش في البر ، له نفس سائلة ، فلم يبح بغير ذبح ، كالطير ، ولا خلاف في الطير فيما علمناه ، والأخبار محمولة على ما لا يعيش إلا في البحر ، كالسمك وشبهه ; لأنه لا يتمكن من تذكيته ; لأنه لا يذبح إلا بعد إخراجه من الماء ، وإذا خرج مات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية