الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما

                                                                                                                240 حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر وأحمد بن عيسى قالوا أخبرنا عبد الله بن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن سالم مولى شداد قال دخلت على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يوم توفي سعد بن أبي وقاص فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني حيوة أخبرني محمد بن عبد الرحمن أن أبا عبد الله مولى شداد بن الهاد حدثه أنه دخل على عائشة فذكر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله حدثني محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشي قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني سالم مولى المهري قال خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص فمررنا على باب حجرة عائشة فذكر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا فليح حدثني نعيم بن عبد الله عن سالم مولى شداد بن الهاد قال كنت أنا مع عائشة رضي الله عنها فذكر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما

                                                                                                                في الباب قوله ( - صلى الله عليه وسلم - : ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء ) مراد مسلم - رحمه الله - تعالى - بإيراده هنا الاستدلال به على وجوب غسل الرجلين ، وأن المسح لا يجزئ ، وهذه مسألة اختلف الناس فيها على مذاهب ، فذهب جمع من الفقهاء من أهل الفتوى في الأعصار والأمصار إلى أن الواجب غسل القدمين مع الكعبين ، ولا يجزئ مسحهما ولا يجب المسح مع الغسل ، ولم يثبت خلاف هذا عن أحد يعتد به في الإجماع ، وقالت الشيعة : الواجب مسحهما ، وقال محمد بن جرير والجبائي رأس المعتزلة : يتخير بين المسح والغسل ، وقال بعض أهل الظاهر : يجب الجمع بين المسح والغسل . وتعلق هؤلاء المخالفون للجماهير بما لا تظهر فيه دلالة ، وقد أوضحت دلائل [ ص: 478 ] المسألة من الكتاب والسنة وشواهدها ، وجواب ما تعلق به المخالفون بأبسط العبارات المنقحات في شرح المهذب بحيث لم يبق للمخالف شبهة أصلا إلا وضح جوابها من غير وجه ، والمقصود هنا شرح متون الأحاديث وألفاظها دون بسط الأدلة وأجوبة المخالفين ، ومن أخصر ما نذكره : أن جميع من وصف وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواطن مختلفة وعلى صفات متعددة متفقون على غسل الرجلين .




                                                                                                                الخدمات العلمية