الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 53 ] قوله تعالى: وأتوا به متشابها .

                                                                                                                                                                                                                                      فيه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنه متشابه في المنظر واللون ، مختلف في الطعم ، قاله مجاهد ، وأبو العالية ، والضحاك ، والسدي ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه متشابه في جودته ، لا ردئ فيه ، قاله الحسن ، وابن جريج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه يشبه ثمار الدنيا في الخلقة والاسم ، غير أنه أحسن في المنظر والطعم ، قاله قتادة ، وابن زيد . فإن قال قائل: ما وجه الامتنان بمتشابهه ، وكلما تنوعت المطاعم واختلفت ألوانها كان أحسن؟! فالجواب: أنا إن قلنا: إنه متشابه المنظر مختلف الطعم ، كان أغرب عند الخلق وأحسن ، فإنك لو رأيت تفاحة فيها طعم سائر الفاكهة ، كان نهاية في العجب . وإن قلنا: إنه متشابه في الجودة; جاز اختلافه في الألوان والطعوم . وإن قلنا: إنه يشبه صورة ثمار الدنيا مع اختلاف المعاني; كان أطرف وأعجب وكل هذه مطالب مؤثرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية