الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنف ]

                                                          قنف : القنف : عظم الأذن وإقبالها على الوجه وتباعدها من الرأس ، وقيل : انثناء طرفها واستلقاؤها على ظهر الأخرى ، وقيل : انثناء أطرافها على ظاهرها ، وقيل : انتشار الأذنين وإقبالهما على الرأس ، وقيل : صغرها ولصوقها بالرأس ، أذن قنفاء . غيره : القنف صغر الأذنين وغلظهما ، وقيل : عظم الأذن وانقلابها ، والرجل أقنف ، والمرأة قنفاء . ابن سيده : والقنف في الشاة انثناء أذنها إلى رأسها حتى يظهر بطنها ، وقيل : القنف في أذن الإنسان انثناؤها ، وفي أذن المعزى غلظها كأنها رأس نعل مخصوفة ، وهي أذن قنفاء ومن الإنسان إذا كانت لا أطر لها . وأقنف الرجل إذا استرخت أذنه . وأقنف الرجل واستقنف : اجتمع له رأيه وأمره في معاشه ، وكمرة قنفاء على التشبيه أنشد ابن دريد :


                                                          وأم مثواي تدري لمتي وتغمز القنفاء ذات الفروة

                                                          قال ابن بري : وهذا الرجز ذكره الجوهري : وتمسح القنفاء ، قال : وصوابه وتغمز القنفاء ، قال : وفسره الجوهري بأنه الذكر ، قال ابن بري : والقنفاء ليست من أسماء الذكر ، وإنما هي من أسماء الكمرة ، وهي الحشفة والفيشة والفيشلة ، ويقال لها : ذات الحوق ، والحوق : إطارها المطيف بها ، ومنه قول الراجز :


                                                          غمزك بالقنفاء ذات الحوق     بين سماطي ركب محلوق

                                                          وأنشد الأخفش :


                                                          قد وعدتني أم عمرو أن تا     تمسح رأسي وتفليني وا
                                                          وتمسح القنفاء حتى تنتا

                                                          أراد حتى تنتأ ، فخفف وأبدل ، وهو مذكور في موضعه . الليث ، وذكر قصة لهمام بن مرة وبناته يفحش ذكرها فلم يذكرها . الأزهري : والأقنف الأبيض القفا من الخيل . وفرس أقنف : أبيض القفا ولون سائره ما كان ، والمصدر القنف . والقناف والقناف : الكبير الأنف . ورجل قناف وقناف : ضخم الأنف ، وقيل : عظيم الرأس واللحية ، وقيل : هو الطويل الجسم الغليظه . والقنيب والقنيف : الجماعة من الرجال والنساء ، وفي الصحاح : جماعات الناس ، وجمعه قنف . وحكى ابن بري عن السيرافي : القنيف الطيلسان ; وأنشد لقيس بن رفاعة :


                                                          إن ترينا قليلين كما ذي     د عن المجربين ذود صحاح
                                                          فلقد ننتدي ويجلس فينا     مجلس كالقنيف فعم رداح

                                                          ويقال : استقنف المجلس إذا استدار . والقنيف : السحاب ذو الماء الكثير . ومر قنيف من الليل ، أي : قطعة منه ، قال ابن دريد : وليس بثبت . والقنف : ما يبس من الغدير فتقلع طينه ، عن السيرافي . ابن الأعرابي : القنف والقلف ما تطاير من طين السيل عن وجه الأرض وتشقق . أبو عمرو : القنف واللخن البياض الذي على جردان الحمار : وقنافة : اسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية