الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنن ]

                                                          قنن : القن : العبد للتعبيدة ، وقال ابن سيده : العبد القن الذي ملك هو وأبواه ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، هذا الأعراف ، وقد حكي في جمعه أقنان وأقنة الأخيرة نادرة ، قال جرير :


                                                          إن سليطا في الخسار إنه أبناء قوم خلقوا أقنه

                                                          والأنثى قن بغير هاء ، وقال اللحياني : العبد القن الذي ولد عندك ولا يستطيع أن يخرج عنك . وحكي عن الأصمعي : لسنا بعبيد قن ولكنا عبيد مملكة ، مضافان جميعا . وفي حديث عمرو بن الأشعث : لم نكن عبيد قن إنما كنا عبيد مملكة . يقال : عبد قن وعبدان قن وعبيد قن ، وقال أبو طالب : قولهم عبد قن ، قال الأصمعي : القن الذي كان أبوه مملوكا لمواليه ، فإذا لم يكن كذلك فهو عبد مملكة ، وكأن القن مأخوذ من القنية وهي الملك ، قال الأزهري : ومثله الضح ، وهو نور الشمس المشرق على وجه الأرض ، وأصله ضحي ، يقال : ضحيت للشمس إذا برزت لها ، قال ثعلب : عبد قن ملك هو وأبواه من القنان ، وهو الكم يقول : كأنه في كمه هو وأبواه ، وقيل : هو من القنية إلا أنه يبدل . ابن الأعرابي : عبد قن خالص العبودة ، وقن بين القنونة والقنانة ، وقن وقنان وأقنان ، وغيره لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه . واقتننا قنا : اتخذناه . واقتن قنا : اتخذه عن اللحياني ، وقال : إنه لقن بين القنانة أو القنانة . والقنة : القوة من قوى الحبل . وخص بعضهم به القوة من قوى حبل الليف ، قال الأصمعي : وأنشدنا أبو القعقاع اليشكري :


                                                          يصفح للقنة وجها جأبا     صفح ذراعيه لعظم كلبا

                                                          وجمعها قنن ، وأنشده ابن بري مستشهدا به على القنة ضرب من الأدوية ، قال : وقوله كلبا ينتصب على التمييز ، كقوله عز وجل : كبرت كلمة ، قال : ويجوز أن يكون من المقلوب . والقنة : الجبل الصغير ، وقيل : الجبل السهل المستوي المنبسط على الأرض ، وقيل : هو الجبل المنفرد المستطيل في السماء ، ولا تكون القنة إلا سوداء . [ ص: 206 ] وقنة كل شيء : أعلاه مثل القلة ، وقال :


                                                          أما ودماء مائرات تخالها     على قنة العزى وبالنسر عندما

                                                          وقنة الجبل وقلته : أعلاه ، والجمع القنن والقلل ، وقيل : الجمع قنن وقنان وقنات وقنون ; وأنشد ثعلب :


                                                          وهم رعن الآل أن يكونا     بحرا يكب الحوت والسفينا
                                                          تخال فيه القنة القنونا     إذا جرى ، نوتية زفونا
                                                          أو قرمليا هابعا ذقونا

                                                          قال : ونظير قولهم قنة وقنون بدرة وبدور ومأنة ومئون ، إلا أن قاف قنة مضمومة ; وأنشد ابن بري لذي الرمة في جمعه على قنان :


                                                          كأننا ، والقنان القود يحملنا     موج الفرات ، إذا التج الدياميم

                                                          والاقتنان : الانتصاب . يقال : اقتن الوعل إذا انتصب على القنة ، أنشد الأصمعي لأبي الأخزر الحماني :


                                                          لا تحسبي عض النسوع الأزم والرحل     يقتن اقتنان الأعصم
                                                          سوفك أطراف النصي الأنعم

                                                          وأنشده أبو عبيد : والرحل بالرفع ، قال ابن سيده : وهو خطأ إلا أن يريد الحال ، وقال يزيد بن الأعور الشني :


                                                          كالصدع الأعصم لما اقتنا

                                                          واقتنان الرحل : لزومه ظهر البعير . والمستقن الذي يقيم في الإبل يشرب ألبانها ، قال الأعلم الهذلي :


                                                          فشايع وسط ذودك مستقنا     لتحسب سيدا ضبعا تنول

                                                          الأزهري : مستقنا من القن ، وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من ألبانها ويكون معها حيث ذهبت ، وقال : معنى قوله مستقنا ضبعا تنول ، أي : مستخدما امرأة كأنها ضبع ، ويروى : مقتئنا ومقبئنا ، فأما المقتئن فالمنتصب ، والهمزة زائدة ، ونظيره كبن واكبأن ، وأما المقبئن فالمنتصب أيضا ، وهو بناء عزيز لم يذكره صاحب الكتاب ولا استدرك عليه ، وإن كان قد استدرك عليه أخوه ، وهو المهوئن . والمقتن : المنتصب أيضا . الأصمعي : اقتن الشيء يقتن اقتنانا إذا انتصب . والقنينة : وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز بين مواضع الآنية على صيغة القشوة . والقنينة ، بالكسر والتشديد من الزجاج : الذي يجعل الشراب فيه ، وفي التهذيب : والقنينة من الزجاج معروفة ، ولم يذكر في الصحاح من الزجاج ، والجمع قنان نادر . والقنين : طنبور الحبشة ، عن الزجاجي . وفي الحديث : إن الله حرم الخمر والكوبة والقنين ، قال ابن قتيبة : القنين لعبة للروم يتقامرون بها ، قال الأزهري : ويروى عن ابن الأعرابي ، قال : التقنين الضرب بالقنين ، وهو الطنبور بالحبشية والكوبة الطبل ، ويقال : النرد ، قال الأزهري : وهذا هو الصحيح . وورد في حديث علي عليه السلام : نهينا عن الكوبة والغبيراء والقنين ، قال ابن الأعرابي : الكوبة الطبل ، والغبيراء خمرة تعمل من الغبيراء ، والقنين طنبور الحبشة . وقانون كل شيء : طريقه ومقياسه ، قال ابن سيده وأراها دخيلة . وقنان القميص وكنه وقنه : كمه . والقنان : ريح الإبط عامة ، وقيل : هو أشد ما يكون منه ، قال الأزهري : هو الصنان عند الناس ، ولا أعرف القنان . و قنان : اسم ملك كان يأخذ كل سفينة غصبا . وأشراف اليمن : بنو جلندى بن قنان . والقنان : اسم جبل بعينه ل بني أسد ، قال الشاعر زهير :


                                                          جعلن القنان عن يمين وحزنه     وكم بالقنان من محل ومحرم

                                                          وقيل : هو جبل ولم يخصص ، قال الأزهري : وقنان جبل بأعلى نجد . وبنو قنان : بطن من بلحرث بن كعب . وبنو قنين : بطن من بني ثعلب ، حكاه ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          جهلت من دين بني قنين     ومن حساب بينهم وبيني

                                                          وأنشد أيضا :


                                                          كأن لم تبرك بالقنيني نيبها     ولم يرتكب منها لرمكاء حافل

                                                          وابن قنان : رجل من الأعراب . والقنقن والقناقن : بالضم : البصير بالماء تحت الأرض ، وهو الدليل الهادي والبصير بالماء في حفر القني ، والجمع القناقن ، بالفتح ، قال ابن الأعرابي : القناقن البصير بجر المياه واستخراجها ، وجمعها قناقن ، قال الطرماح :


                                                          يخافتن بعض المضغ من خشية الردى     وينصتن للسمع انتصات القناقن

                                                          قال ابن بري : القنقن والقناقن المهندس الذي يعرف الماء تحت الأرض ، قال : وأصلها بالفارسية ، وهو معرب مشتق من الحفر من قولهم بالفارسية : كن كن ، أي : احفر احفر . وسئل ابن عباس : لم تفقد سليمان الهدهد من بين الطير ؟ قال : لأنه كان قناقنا يعرف مواضع الماء تحت الأرض ، وقيل : القناقن الذي يسمع فيعرف مقدار الماء في البئر قريبا أو بعيدا . والقنقن : ضرب من صدف البحر . والقنة : ضرب من الأدوية ، وبالفارسية بيرزد . والقنقن : ضرب من الجرذان . والقوانين : الأصول ، الواحد قانون ، وليس بعربي . والقنة : نحو من القارة ، وجمعها قنان ، قال ابن شميل : القنة الأكمة الململمة الرأس ، وهي القارة لا تنبت شيئا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية