الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قهل ]

                                                          قهل : القهل : كالقره في قشف الإنسان وقذر جلده . ورجل [ ص: 212 ] متقهل : لا يتعهد جسده بالماء والنظافة . وفي الصحاح : رجل متقهل يابس الجلد سيئ الحال مثل المتقحل . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أتاه شيخ متقهل ، أي : شعث وسخ . يقال : أقهل الرجل وتقهل . المحكم : قهل جلده وقهل وتقهل : يبس ، فهو قاهل قاحل ، وخص بعضهم به اليبس من العبادة ، قال :


                                                          من راهب متبتل متقهل صادي النهار لليله متهجد

                                                          والقهل في الجسم : القشف ، واليبس القره . وقهل قهلا وتقهل : لم يتعهد جسمه بالماء ولم ينظفه . والتقهل : رثاثة الملبس والهيئة ، ورجل متقهل إذا كان رث الهيئة متقشفا . وأقهل الرجل : دنس نفسه وتكلف ما يعيبه ; وأنشد :


                                                          خليفة الله بلا إقهال

                                                          والقهل : كفران الإحسان . وقهله يقهله قهلا : أثنى عليه ثناء قبيحا . وقهل الرجل قهلا : استقل العطية وكفر النعمة . وانقهل : سقط وضعف فأما قوله :


                                                          ورأيته لما مررت ببيته     وقد انقهل فما يريد براحا

                                                          فإنه شدد للضرورة وليس في الكلام انفعل . الجوهري أيضا : انقهل ضعف وسقط ، قال ابن بري : ذكر ابن السكيت في الألفاظ انقهل بتشديد اللام ، قال : والانقهلال السقوط والضعف ، وأورد البيت :


                                                          وقد انقهل فما يريد براحا

                                                          وقال : البيت لريسان بن عنترة المغني ، قال : وعلى هذا يكون وزنه افعلل بمنزلة اشمأز ، قال : ولا يكون انفعل . والتقهل : شكوى الحاجة ; وأنشد :


                                                          فلا تكونن ركيكا تنتلا     لعوا إذا لاقيته تقهلا
                                                          وإن حطأت كتفيه ذرملا

                                                          الركيك : الضعيف ، والتنتل : القذر ، والذرملة : إرسال السلح ، وقال أبو عبيد : قهل الرجل قهلا إذا جدف ، قاله الأموي . ورجل مقهال إذا كان مجدفا كفورا . وتقهل : مشى مشيا بطيئا . وحيا الله هذه القيهلة ، أي : الطلعة والوجه . وقيهل : اسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية