الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كبس

                                                          كبس : الكبس : طمك حفرة بتراب . وكبست النهر والبئر كبسا : طممتهما بالتراب . وقد كبس الحفرة يكبسها كبسا : طواها بالتراب وغيره ، واسم ذلك التراب الكبس ، بالكسر . يقال الهواء والكبس ، فالكبس ما كان نحو الأرض مما يسد من الهواء مسدا . وقال أبو حنيفة : الكبس أن يوضع الجلد في حفيرة ويدفن فيها حتى يسترخي شعره أو صوفه . والكبيس : حلي يصاغ مجوفا ثم يحشى بطيب ثم يكبس ; قال علقمة :


                                                          محال كأجواز الجراد ولؤلؤ من القلقي والكبيس الملوب



                                                          والجبال الكبس والكبس : الصلاب الشداد . وكبس الرجل يكبس كبوسا وتكبس : أدخل رأسه في ثوبه ، وقيل : تقنع به ثم تغطى بطائفته ، والكباس من الرجال : الذي يفعل ذلك . ورجل كباس : وهو الذي إذا سألته حاجة كبس برأسه في جيب قميصه . يقال : إنه لكباس غير خباس ; قال الشاعر يمدح رجلا :


                                                          هو الرزء المبين ، لا كباس     ثقيل الرأس ينعق بالضئين



                                                          ابن الأعرابي : رجل كباس عظيم الرأس ; قالت الخنساء :


                                                          فذاك الرزء عمرك لا كباس     عظيم الرأس ، يحلم بالنعيق



                                                          ويقال : الكباس الذي يكبس رأسه في ثيابه وينام . والكابس من الرجال : الكابس في ثوبه المغطي به جسده الداخل فيه . والكبس : البيت الصغير ، قال : أراه سمي بذلك لأن الرجل يكبس فيه رأسه ; قال شمر : ويجوز أن يجعل البيت كبسا لما يكبس فيه أي يدخل كما يكبس الرجل رأسه في ثوبه . وفي الحديث عن عقيل بن أبي طالب أن قريشا أتت أبا طالب فقالوا له : إن ابن أخيك قد آذانا فانهه عنا ، فقال : يا عقيل انطلق فأتني بمحمد ، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستخرجته من كبس ، بالكسر ; قال شمر : من كبس أي من بيت صغير ، ويروى بالنون من الكناس ، وهو بيت الظبي ، والأكباس : بيوت من طين واحدها كبس . قال شمر : والكبس اسم لما كبس من الأبنية ، يقال : كبس الدار وكبس البيت . وكل بنيان كبس فله كبس ; قال العجاج :


                                                          وإن رأوا بنيانه ذا كبس     تطارحوا أركانه بالردس



                                                          والأرنبة الكابسة : المقبلة على الشفة العليا . والناصية الكابسة : المقبلة على الجبهة . يقال : جبهة كبستها الناصية ، وقد كبست الناصية الجبهة . والكباس ، بالضم : العظيم الرأس ، وكذلك الأكبس . [ ص: 14 ] ورجل أكبس بين الكبس إذا كان ضخم الرأس ، وفي التهذيب : الذي أقبلت هامته وأدبرت جبهته . ويقال : رأس أكبس إذا كان مستديرا ضخما وهامة كبساء وكباس : ضخمة مستديرة ; وكذلك كمرة كبساء وكباس . ابن الأعرابي : الكبس الكنز والكبس الرأس الكبير . شمر : الكباس الذكر ; وأنشد قول الطرماح :


                                                          ولو كنت حرا لم تنم ليلة النقا     وجعثن تهبى بالكباس وبالعرد



                                                          تهبى : يثار منها الغبار لشدة العمل بها . وناقة كبساء وكباس ، والاسم الكبس ; وقيل : الأكبس . وهامة كبساء وكباس : ضخمة مستديرة ، وكذلك كمرة كبساء وكباس . والكباس : الممتلئ اللحم . وقدم كبساء : كثيرة اللحم غليظة محدودبة . والتكبيس والتكبس : الاقتحام على الشيء ، وقد تكبسوا عليه . ويقال : كبسوا عليهم . وفي نوادر الأعراب : جاء فلان مكبسا وكابسا إذا جاء شادا ، وكذلك جاء مكلسا أي حاملا . يقال : شد إذا حمل ، وربما قالوا كبس رأسه أي أدخله في ثيابه وأخفاه . وفي حديث القيامة : فوجدوا رجالا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها فاكتبسوا فألقوا على باب الجنة أي أدخلوا رءوسهم في ثيابهم . وفي حديث مقتل حمزة : قال وحشي فكمنت له إلى صخرة وهو مكبس له كتيت أي يقتحم الناس فيكبسهم ، والكتيت الهدير والغطيط . وقفاف كبس إذا كانت ضعافا ; قال العجاج :


                                                          وعثا وعورا وقفافا كبسا



                                                          ونخلة كبوس : حملها في سعفها . والكباسة بالكسر : العذق التام بشماريخه وبسره ، وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب ; واستعار أبو حنيفة الكبائس لشجر الفوفل فقال : تحمل كبائس فيها الفوفل مثل التمر . غيره : والكبيس ضرب من التمر . وفي الحديث : أن رجلا جاء بكبائس من هذه النخل ; هي جمع كباسة ، وهو العذق التام بشماريخه ورطبه ; ومنه حديث علي - كرم الله وجهه - : كبائس اللؤلؤ الرطب . والكبيس : ثمر النخلة التي يقال لها أم جرذان ، وإنما يقال له الكبيس إذا جف ، فإذا كان رطبا فهو أم جرذان . وعام الكبيس في حساب أهل الشام عن أهل الروم : في كل أربع سنين يزيدون في شهر شباط يوما فيجعلونه تسعة وعشرين يوما ، وفي ثلاث سنين يعدونه ثمانية وعشرين يوما ، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكبيس . الجوهري : والسنة الكبيسة التي يسترق لها يوم وذلك في كل أربع سنين . وكبسوا دار فلان ; وكابوس : كلمة يكنى بها عن البضع . يقال : كبسها إذا فعل بها مرة . وكبس المرأة : نكحها مرة . وكابوس : اسم يكنون به عن النكاح . والكابوس : ما يقع على النائم بالليل ، ويقال : هو مقدمة الصرع ، قال بعض اللغويين : ولا أحسبه عربيا إنما هو النيدلان ، وهو الباروك والجاثوم . وعابس كابس : إتباع . وكابس وكبس وكبيس : أسماء . وكبيس : موضع ; قال الراعي :


                                                          جعلن حبيا باليمين ، ونكبت     كبيسا لورد من ضئيدة باكر



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية