الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كبن

                                                          كبن : الكبن : عدو لين في استرسال . كبن الرجل يكبن كبونا وكبنا إذا لين عدوه ; وأنشد الليث :


                                                          يمور وهو كابن حيي



                                                          وقيل : هو أن يقصر في العدو . قال الأزهري : الكبن في العدو أن لا يجهد نفسه ويكف بعض عدوه ، كبن الفرس يكبن كبنا وكبونا . وفي حديث المنافق : يكبن في هذه مرة وفي هذه مرة أي يعدو . يقال : كبن يكبن كبونا إذا عدا عدوا لينا . والكبون : السكون ; ومنه قول أباق الدبيري :


                                                          واضحة الخد شروب للبن     كأنها أم غزال قد كبن



                                                          أي سكن . وكبن الثوب يكبنه ويكبنه كبنا : ثناه إلى داخل ثم خاطه . وفي الحديث : مر بفلان وهو ساجد وقد كبن ضفيرتيه وشدهما بنصاح أي ثناهما ولواهما . ورجل كبن وكبنة : منقبض بخيل كز لئيم ، وقيل : هو الذي لا يرفع طرفه بخلا ، وقيل : هو الذي ينكس رأسه عن فعل الخير والمعروف ; قالت الخنساء :


                                                          فذاك الرزء عمرك لا كبن     ثقيل الرأس يحلم بالنعيق



                                                          وقال الهذلي :


                                                          يسر إذا كان الشتاء ومطعم     للحم غير كبنة علفوف



                                                          واستشهد الجوهري بشعر عمير بن الجعد الخزاعي :


                                                          يسر إذا هب الشتاء وأمحلوا     في القوم غير كبنة علفوف



                                                          التهذيب : الكسائي رجل كبنة وامرأة كبنة للذي فيه انقباض ; وأنشد بيت الهذلي . واكبأن اكبئنانا إذا تقبض . والكبنت : الخبزة اليابسة . والكبن : الخبز لأن في الخبز تقبضا وتجمعا . ورجل مكبون الأصابع : مثل الشثن . وكبن الرجل كبنا : دخلت ثناياه من أسفل ومن فوق إلى غار الفم . وكبن هديته عنا يكبنها كبنا : كفها وصرفها ; قال اللحياني : معنى هذا صرف هديته ومعروفه عن جيرانه ومعارفه إلى غيرهم . وكل كف كبن ، وفي التهذيب : كل كبن كف . يقال : كبنت عنك لساني أي كففته ، وفرس كبن . ابن سيده : وفرس [ ص: 16 ] فيه كبنة وكبن ليس بالعظيم ولا القميء . والكبان : داء يأخذ الإبل ، يقال منه : بعير مكبون . وكبن له الظبي وكبن الظبي واكبأن إذا لطأ بالأرض . واكبأن الرجل : انكسر : واكبأن : انقبض ; قال مدرك بن حصن :


                                                          يا كروانا صك فاكبأنا



                                                          قال ابن بري : شاهده قول أباق الدبيري :


                                                          كأنها أم غزال قد كبن



                                                          أي قد تثنى ونام ; وأنشد لآخر :


                                                          فلم يكبئنوا إذ رأوني وأقبلت     إلي وجوه كالسيوف تهلل



                                                          وفسره أبو عمرو الشيباني فقال : كبن شفن . والكبون : الشفون . ابن بزرج : المكبئن الذي قد احتبى وأدخل مرفقيه في حبوته ثم خضع برقبته وبرأسه على يديه ، قال : والمكبئن والمقبئن المنقبض المنخنس . والكبنة : لعبة للأعراب تجمع كبنا ; وأنشد :


                                                          تدكلت بعدي وألهتها الكبن



                                                          أبو عبيدة : فرس مكبون ، والأنثى مكبونة ، والجمع المكابين ، وهو القصير القوائم الرحيب الجوف الشخت العظام ، ولا يكون المكبون أقعس . وكبن الدلو : شفتها ، وقيل : ما ثني من الجلد عند شفة الدلو فخرز . الأصمعي : الكبن ما ثني من الجلد عند شفة الدلو . ابن السكيت : هو الكبن والكبل ، باللام والنون ، حكاه عن الفراء تقول منه : كبنت الدلو ، بالفتح ، أكبنها ، بالكسر ، إذا كففت حول شفتها . وكبنت عن الشيء : عدلت . وكبنت الشيء : غيبته ، وهو مثل الخبن . وكبن فلان : سمن . والكبنة : السمن ; قال قعنب بن أم صاحب يصف جملا :


                                                          ذا كبنة يملأ التصدير محزمه     كأنه حين يلقى رحله فدن



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية