الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                2354 حدثني زهير بن حرب وإسحق بن إبراهيم وابن أبي عمر واللفظ لزهير قال إسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                ذكر هنا هذه الأسماء ، وله صلى الله عليه وسلم أسماء أخر ، ذكر أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه الأحوذي في شرح الترمذي عن بعضهم أن لله تعالى ألف اسم ، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم أيضا ، ثم ذكر منها على التفصيل بضعا وستين .

                                                                                                                قال أهل اللغة : يقال : رجل محمد ومحمود إذا كثرت خصاله المحمودة . وقال ابن فارس وغيره : وبه سمي نبينا صلى الله عليه وسلم محمدا وأحمد ، أي ألهم الله تعالى أهله أن سموه به لما علم من جميل صفاته .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر ) قال العلماء : المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ، وما زوي له صلى الله عليه وسلم من الأرض ، ووعد أن يبلغه ملك أمته . قالوا : ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى الظهور بالحجة والغلبة كما قال تعالى : ليظهره على الدين كله ولو كره وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي محيت به سيئات من اتبعه ، فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ، ويكون كقوله تعالى قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف والحديث الصحيح : الإسلام يهدم ما كان قبله .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ) وفي الرواية الثانية ( على قدمي ) فأما الثانية فاتفقت النسخ على أنها ( على قدمي ) ، لكن ضبطوه بتخفيف الياء على الإفراد ، وتشديدها على التثنية . وأما الرواية الأولى فهي في معظم النسخ ، وفي بعضها ( قدمي ) كالثانية . قال العلماء : معناهما يحشرون على أثري وزمان نبوتي ، ورسالتي ، وليس بعدي نبي ، وقيل : يتبعونني .




                                                                                                                الخدمات العلمية