الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم وتمنيه

                                                                                                                2364 حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد في يده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم قال أبو إسحق المعنى فيه عندي لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله وهو عندي مقدم ومؤخر

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم قال أبو إسحاق : المعنى فيه عندي لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله ، وهو [ ص: 505 ] عندي مقدم ومؤخر ) هذا الذي قاله أبو إسحاق هو الذي قاله القاضي عياض ، واقتصر عليه ، قال : تقديره لأن يراني معهم أحب إليه من أهله وماله ، ثم لا يراني . وكذا جاء في مسند سعيد بن منصور " ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله ثم لا يراني " أي رؤيته إياي أفضل عنده ، وأحظى من أهله وماله .

                                                                                                                هذا كلام القاضي . والظاهر أن قوله في تقديم : ( لأن يراني ) ، وتأخير : ( من أهله لا يراني ) كما قال . وأما لفظة ( معهم ) فعلى ظاهرها ، وفي موضعها ، وتقدير الكلام : يأتي على أحدكم يوم لأن يراني فيه لحظة ثم لا يراني بعدها أحب إليه من أهله وماله جميعا .

                                                                                                                ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم ومشاهدته حضرا وسفرا للتأدب بآدابه ، وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها ، وإعلامهم أنهم سيندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته .

                                                                                                                ومنه قول عمر رضي الله عنه : ألهاني عنه الصفق بالأسواق . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية