الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14 - 3 - 1 - باب فيمن حاف في وصيته .

                                                                                            7082 عن حنظلة بن حذيم أن جده حنيفة قال لحذيم : اجمع لي بني ، فإني أريد أن أوصي . فجمعهم فقال : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل التي [ كنا ] نسميها [ في الجاهلية ] المطيبة . فقال حذيم : يا أبت إني سمعت بنيك يقولون : إنا نقر بهذا عين أبينا فإذا مات رجعنا فيه . قال : فبيني وبينكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال حذيم : رضينا . فارتفع حذيم وحنيفة وحنظلة معهم غلام ، وهو رديف لحذيم فلما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلموا عليه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما رفعك يا أبا حذيم ؟ " . قال : هذا . وضرب بيده على فخذ حذيم ، فقال : إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت فأردت أن أوصي ، وإني قلت : إن أول ما أوصي : أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيبة . فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأينا الغضب في وجهه ، وكان قاعدا فجثا على ركبتيه وقال : " لا ، لا ، لا ، الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس عشرة وإلا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون وإلا فخمس وثلاثون ، فإن كثرت فأربعون " .

                                                                                            قال : فودعوه ، ومع اليتيم عصا ، وهو يضرب حبلا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " عظمت هذه هراوة يتيم " .

                                                                                            قال حنظلة : فدنا أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن لي بنين ذوي لحى ودون ذلك ، وإن ذا أصغرهم فادع الله تبارك تعالى له . فمسح رأسه وقال : " بارك الله فيك " أو " بورك فيك " .

                                                                                            قال ذيال : فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه أو [ ص: 211 ] بالبهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يده ، ويقول : بسم الله ويضع يده [ على رأسه ] ، ويقول على موضع كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمسحه عليه . قال : فيذهب الورم
                                                                                            .

                                                                                            رواه أحمد ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية