كرس : تكرس الشيء وتكارس : تراكم وتلازب . وتكرس أس البناء : صلب واشتد . والكرس : الصاروج . والكرس ، بالكسر : أبوال الإبل والغنم وأبعارها يتلبد بعضها على بعض في الدار ، والدمن ما سودوا من آثار البعر وغيره . ويقال : أكرست الدار . والكرس : كرس البناء ، وكرس الحوض : حيث تقف النعم فيتلبد ، وكذلك كرس الدمنة إذا تلبدت فلزقت بالأرض . ورسم مكرس ، بتخفيف الراء ، ومكرس : كرس ; قال العجاج :
يا صاح ، هل تعرف رسما مكرسا ؟ قال : نعم أعرفه وأبلسا
،وانحلبت عيناه من فرط الأسى
قال : والمكرس الذي قد بعرت فيه الإبل وبولت فركب بعضه بعضا ; ومنه سميت الكراسة . وأكرس المكان : صار فيه كرس ; قال أبو محمد الحذلمي :في عطن أكرس من أصرامها
أبو عمرو : الأكاريس الأصرام من الناس ، واحدها كرس ، وأكراس ثم أكاريس . والكرس : الطين المتلبد ، والجمع أكراس . أبو بكر : لمعة كرساء للقطعة من الأرض فيها شجر تدانت أصولها والتفت فروعها . والكرس : القلائد المضموم بعضها إلى بعض ، وكذلك هي من الوشح ونحوها ، والجمع أكراس . ويقال : قلادة ذات كرسين ، وذات أكراس ثلاثة ، إذا ضممت بعضها إلى بعض ; وأنشد :
أرقت لطيف زارني في المجاسد وأكراس در فصلت بالفرائد
وقلادة ذات كرسين أي ذات نظمين . ونظم مكرس ومتكرس : بعضه فوق بعض . وكل ما جعل بعضه فوق بعض ، فقد كرس وتكرس هو . : كرس الرجل إذا ازدحم علمه على قلبه ; والكراسة من الكتب سميت بذلك لتكرسها . ابن الأعرابي الجوهري : الكراسة واحدة الكراس والكراريس ; قال : الكميت
حتى كأن عراص الدار أردية من التجاويز أو كراس أسفار
جمع سفر . وفي حديث الصراط : ومنهم مكروس في النار ، بدل مكردس ، وهو بمعناه . والتكريس : ضم الشيء بعضه إلى بعض ، ويجوز أن يكون من كرس الدمنة حيث تقف الدواب . والكرس : الجماعة من الناس ، وقيل : الجماعة من أي شيء كان ، والجمع أكراس ، وأكاريس جمع الجمع ; فأما قول ربيعة بن الجحدر :
ألا إن خير الناس رسلا ونجدة بعجلان قد خفت لديه الأكارس
فإنه أراد الأكاريس فحذف للضرورة ، ومثله كثير . وكرس كل شيء : أصله . يقال : إنه لكريم الكرس وكريم القنس وهما الأصل ; وقال العجاج يمدح : الوليد بن عبد الملك
أنت أبا العباس أولى نفس بمعدن الملك القديم الكرس
الكرس : الأصل . والكرسي : معروف ، واحد الكراسي ، وربما قالوا كرسي ، بكسر الكاف . وفي التنزيل العزيز : وسع كرسيه السماوات والأرض ; في بعض التفاسير : الكرسي العلم ، وفيه عدة أقوال . قال : كرسيه علمه ، وروي عن ابن عباس عطاء أنه قال : ما السماوات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة ، قال : وهذا القول بين ؛ لأن الذي نعرفه من الكرسي في اللغة الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه فهذا يدل على أن الكرسي عظيم دونه السماوات والأرض ، والكرسي في اللغة والكراسة إنما هو الشيء الذي قد ثبت ولزم بعضه بعضا . قال : وقال قوم كرسيه قدرته التي بها يمسك السماوات والأرض . قالوا : وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كرسيا أي اجعل له ما يعمده ويمسكه ، قال : وهذا قريب من قول الزجاج ؛ لأن علمه الذي وسع السماوات والأرض لا يخرج من هذا ، والله أعلم بحقيقة الكرسي إلا أن جملته أمر عظيم من أمر الله عز وجل ; وروى ابن عباس أبو عمرو عن ثعلب أنه قال : الكرسي ما تعرفه العرب من كراسي الملوك ، ويقال كرسي أيضا ; قال أبو منصور : الصحيح عن في الكرسي ما رواه ابن عباس عن عمار الدهني مسلم البطين عن عن سعيد بن جبير أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره ، قال : وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها ، قال : ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل . والانكراس : الانكباب . وقد انكرس في الشيء إذا دخل فيه منكبا . والكروس ، بتشديد الواو : الضخم من كل شيء ، وقيل : هو العظيم الرأس والكاهل مع صلابة ، وقيل : هو العظيم الرأس فقط ، وهو اسم رجل . التهذيب : والكروس الرجل الشديد الرأس والكاهل في جسم ، قال ابن عباس العجاج :
فينا وجدت الرجل الكروسا
: الكروس الشديد ، رجل كروس . والكروس : ابن شميل الهجيمي من شعرائهم . والكرياس : الكنيف ، وقيل : هو الكنيف الذي يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض ; ومنه حديث أبي أيوب أنه قال : ما أدري ما أصنع بهذه الكراييس ، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تستقبل القبلة بغائط أو بول يعني الكنف . قال أبو عبيد : الكراييس واحدها كرياس ، وهو الكنيف الذي يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الأرض ، فإذا كان أسفل فليس بكرياس . قال الأزهري : سمي كرياسا لما يعلق به من الأقذار فيركب بعضه بعضا ويتكرس مثل كرس الدمن والوألة ، وهو فعيال من الكرس مثل جريال ; قال : وفي كتاب العين الكرناس بالنون . الزمخشري