الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كزم

                                                          كزم : كزم الرجل كزما ، فهو كزم : هاب التقدم على الشيء ما كان . وفي النوادر : أكزمت عن الطعام ، وأقهمت وأزهمت إذا أكثر منه حتى لا يشتهي أن يعود فيه . ورجل كزمان وزهمان وقهمان ودقيان . والكزم : قصر في الأنف قبيح وقصر في الأصابع شديد . والكزم في الأذن والأنف والشفة واللحي واليد والفم والقدم : القصر والتقلص والاجتماع . تقول : أنف أكزم ويد كزماء . والعرب تقول للرجل البخيل : أكزم اليد ، وقد كزم العمل والقر بنانه ; قال أبو المثلم :


                                                          بها يدع القر البنان مكزما وكان أسيلا قبلها لم يكزم



                                                          مكزم : مقفع . ورجل أكزم الأنف : قصيره ; وقيل : لا يكون الكزم قصر الأذن إلا من الخيل ، وقيل : الكزم قصر الأنف كله وانفتاح المنخرين . والكزم : خروج الذقن مع الشفة السفلى ودخول الشفة العليا ، كزم كزما وهو أكزم . ويقال : كزم فلان يكزم كزما إذا ضم فاه وسكت ، فإن ضم فاه عن الطعام قيل : أزم يأزم . ووصف عون بن عبد الله رجلا يذم فقال : إن أفيض في الخير كزم وضعف واستسلم أي إن تكلم الناس في خير سكت فلم يفض معهم فيه كأنه ضم فاه فلم ينطق . ويقال : كزم الشيء الصلب كزما إذا عضه عضا شديدا . وكزم الشيء يكزمه كزما : كسره بمقدم فيه . الجوهري : كزم شيئا بمقدم فيه أي كسره واستخرج ما فيه ليأكله . والكزم : غلط الجحفلة وقصرها . يقال : فرس أكزم بين الكزم . والعير يكزم من الحدج : يكسر فيأكل . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان يتعوذ من الكزم والقزم ; فالكزم ، بالتحريك : شدة الأكل ، والمصدر ساكن من قولك كزم فلان الشيء بفيه كزما إذا كسره ، والاسم الكزم . وقد كزم الشيء بفيه يكزمه كزما إذا كسره وضم فمه عليه ; وقيل : الكزم البخل . يقال : هو أكزم البنان أي قصيرها ، كما يقال جعد الكف . ابن الأعرابي الكزم أن يريد الرجل الصدقة والمعروف فلا يقدر على دينار ولا درهم . وفي حديث علي في صفة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لم [ ص: 62 ] يكن بالكز ولا المنكزم فالكز : المعبس في وجوه السائلين ، والمنكزم : الصغير الكف الصغير القدم ; وقول ساعدة بن جؤية

                                                          :

                                                          أتيح لها شثن البنان مكزم     أخو حزن قد وقرته كلومها



                                                          عنى بالمكزم الذي أكلت أظفاره الصخر . والكزوم من الإبل : الهرمة من النوق التي لم يبق في فيها ناب ، وقيل : ولا سن من الهرم نعت لها خاصة دون البعير . ويقال : من يشتري ناقة كزوما ، وقيل : هي المسنة فقط ; قال الشاعر :


                                                          لا قرب الله محل الفيلم     والدلقم الناب الكزوم الضرزم


                                                          وكزيم وكزمان : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية