الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كسأ

                                                          كسأ : كسء كل شيء وكسوءه : مؤخره . وكسء الشهر وكسوءه : آخره ، قدر عشر بقين منه ونحوها . وجاء دبر الشهر وعلى دبره وكسأه وأكساءه ، وجئتك على كسئه وفي كسئه أي بعدما مضى الشهر كله . وأنشد أبو عبيد :


                                                          كلفت مجهولها نوقا يمانية إذا الحداد على أكسائها حفدوا



                                                          وجاء في كسء الشهر ، وعلى كسئه ، وجاء كسأه أي في آخره والجمع في كل ذلك : أكساء . وجئت في أكساء القوم أي في مآخيرهم . وصليت أكساء الفريضة أي مآخيرها . وركب كسأه : وقع على قفاه ; هذه عن ابن الأعرابي . وكسأ الدابة يكسؤها كسأ : ساقها على إثر أخرى . وكسأ القوم يكسؤهم كسأ : غلبهم في خصومة ونحوها . وكسأته : تبعته . ومر يكسؤهم أي يتبعهم ، عن ابن الأعرابي . ومر كسء من الليل أي قطعة . ويقال للرجل إذا هزم القوم فمر وهو يطردهم : مر فلان يكسؤهم ويكسعهم أي يتبعهم . قال أبو شبل الأعرابي :


                                                          كسع الشتاء بسبعة غبر     أيام شهلتنا من الشهر



                                                          قال ابن بري : ومنهم من يجعل بدل هذا العجز :


                                                          بالصن والصنبر والوبر

                                                          وبآمر وأخيه مؤتمر ، ومعلل ، وبمطفئ الجمر

                                                          والأكساء : الأدبار . قال المثلم بن عمرو التنوخي :


                                                          حتى أرى فارس الصموت على     أكساء خيل ، كأنها الإبل



                                                          يعني : خلف القوم ، وهو يطردهم . معناه : حتى يهزم أعداءه فيسوقهم من ورائهم كما تساق الإبل . والصموت : اسم فرسه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية